قبل أسابيع، أصدر أكبر علماء التكنولوجيا تحذيرًا من استكمال الشركات والمؤسسات أبحاثها الخاصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

 
وعبر الخبراء عن مخاوفهم خلال رسالة مفتوحة، كان من بينهم البروفيسور يورجن شميدهوبر العالِم الرئيسي في شركة «NNAISENSE»، والمعروف بـ«والد الذكاء الاصطناعي».
 
يقول «شميدهوبر» إن التنافس بين الحكومات والجامعات والشركات التي تسعى جميعها إلى تطوير التكنولوجيا، بما يعني وجود سباق تسلح للذكاء الاصطناعي، لا يمكن إيقافه، خاصةً وأن بعض الأبحاث تهدف إلى جعل حياة الإنسان أطول وأكثر صحة وأسهل».
 
عن المخاوف بشأن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن ابتكار وسائل تؤمّن هذه التكنولوجيا وتحارب الصنائع السيئة: «سأكون قلقًا بشأن المخاطر القديمة للقنابل النووية أكثر من القلق بشأن الأخطار الصغيرة الجديدة للذكاء الاصطناعي التي نراها الآن».
 
يرى «شميدهوبر» أن الذكاء الاصطناعي سيتقدم إلى النقطة التي يتجاوز فيها الذكاء البشري، فيما سيستمر الإنسان في الاستفادة من الأدوات التي طورها الذكاء الاصطناعي واستخدامها.
 
كان «شميدهوبر» قد كتب في رسالة التحذيرية سالفة الذكر: «في الماضي، قمتُ بالتوقيع على العديد من الرسائل التحذيرية المتعلّقة بالأسلحة الذكية. ومع ذلك، لا أعتقد أن رسالتي الأخيرة ستحقق أي نتائج تُذكر، لأنه من المرجّح أن يتم تجاهل محتواها تماماً من قِبَل العديد من الباحثين».
 
أضاف: «إذا تعذر تعليق الأبحاث في هذا المجال خلال فترة زمنية قصيرة، فينبغي على الحكومات التدخل عندئذ وفرض تجميد مؤقت. المشكلة تكمن في أن مختلف الحكومات تمتلك آراء متفاوتة حول ما ترى العمل به مناسبًا لها وللآخرين».
 
شرح: «ستقول القوة العظمى (أ) إذا علقنا أبحاثنا فلن تحذو حذونا القوة العظمى (ب)، ومن الممكن أن تتقدّم في دراساتها السرية وتسبقنا بخطوات. الأمر نفسه ينطبق على بقية القوى العظمى الأخرى».
 
ويُعرف «شميدهوبر» في الوسط العلمي بأنه «أب للذكاء الاصطناعي»، فسبق وأن طور العمل على الشبكات العصبية في تسعينيات القرن الماضي إلى نماذج معالجة اللغة، التي اُستخدمت لاحقًا في عدد من تقنيات مثل ترجمة Google و Siri من Apple، حتى قالت صحيفة «نيويورك تايمز» بحقه: «حينما ينضج الذكاء الاصطناعي قد يطلق على شميدهوبر لقب (أبي)».
 
تزامنت هذه التصريحات والتحذيرات، مع خروج الدكتور جيفري هينتون من شركة «جوجل»، لاعتراضه على النحو الذي يسير عليه تطور الذكاء الاصطناعي.