سليمان شفيق
(لو 1: 23): ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته
اكتوبر 1946 اشناينة ـ اسيوط ــ مايو 2023
فقدت الانسانية والمسيحية في مصر والعالم قديس معاصر وفارس من فرسان الخدمة المطران الشرفي للاقباط الكاثوليك بأسيوط ابينا الطوباوي الحبر الجليل كيرلس وليم، نلت بركة معرفته منذ عين مدرسا للكتاب المقدس والطقوس فى الكلية الاكليريكية بالمعادى وتدرج الي نائبا للرئيس من سنة 1983 الى سنة 1986 ثم رئيسا للاكليريكية من 1986 الى ان شرفت بحضور سيامتة اسقفا لايبارشية اسيوط بأسم كيرلس وليم علي يد مثلث الرحمات الكاردينال الانبا اسطفانوس الثاني في 3 يونيو 1990 متخذا شعارة الاسقفي "من اجلهم اقدس ذاتي" وبالفعل كان كذلك دائما.
وسيدنا الانبا كيرلس من عائلة مؤسسة لكنيسة الاقبلط الكاثوليك منذ القرن الثامن عشر جدة الأنبا كيرلس مقار (1895- 1899م):
وُلِد في قرية الشنانية بأسيوط في 17 يناير سنة 1867م، وأكمل دراسته في الكلية الإكليريكية الشرقية التابعة لجامعة القديس يوسف في بيروت فحصل منها على درجة الدكتوراة، وأجاد اللغات القبطية واليونانية والعبرية واللاتينية وأتقن الفرنسية حتى أنه نظم الشعر فيها وألف وهو طالب ثلاث روايات تمثيلية بالفرنسية ونظمها بالشعر وهي "إيمان لبنان" و"ملك رومة" و"شهيد خط الاستواء"، وسيم كاهنًا في يونيو سنة 1891م ثم عاد إلى مصر وعُين مدرسًا بالمدرسة الطائفية المجاورة لدار البطريركية في درب الجنينة بالقاهرة حيث ألف بالفرنسية والعربية عدة كتب وهي " دليل المصريين " و" المسيح عمانوئيل " و" تبرئه أوريجانوس " وهو عبارة عن ثلاث مجلدات، و" تصحيح تقويم كنيسة الإسكندرية من اليولياني إلى الغريغوري"..
وباقي العائلة المقدسة.. وهب معظمها حياته للرهبنة والكاهنوت:
الاب كميل وليم، المدير السابق لكلية العلوم الدينية بالسكاكيني، والاب كرمي وليم من الاباء الساليزيان، والاب كمال وليم من الاباء الفرنسيسكان، والاخت كارمن وليم من راهبات القديس شارل بروميه "الراهبات الالمانيات".
وللراحل تاريخ عظيم من طفولتة حيث التحق بالاكليريكية الصغرى في طهطا ولم يكن قد تجاوز التاسعة من عمره ثم التحق بالكلية الاكليريكية بالمعادى فى 28 سبتمبر 1955. ارتدى الثوب الاكليريكى فى اول يونيو 1961 وكان شعاره يومها "حول عينى عن النظر الى الباطل".
عالم لاهوت كبير:
حصل على ليسانس الدراسات اللاهوتية من الجامعة الاوربانية في 1969، وليسانس الفلسفة واللاهوت وتخصص في الدراسات الكتابية من المعهد الباباوى للكتاب المقدس في 1981.
ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة الجريجورية بروما فى 13 مايو 1983.
+ تمت سيامته الكهنوتية فى 10 يونيو 1974 ببلدته الشناينة عن يد مثلث الرحمات الانبا يوحنا نوير، متخذا شعار" سابشر باسمك اخوتى واسبحك فى وسط الكنيسة".
خدمتة في الكنيسة:
فى عهد مثلث الرحمات الكاردينال الانبا اسطفانوس الثانى بطريرك الاقباط الكاثوليك عينه السينودس البطريركي برئاسة اللجنة الطقسية لمراجعة الكتب الطقسية، فقامت اللجنة بمراجعة وإعادة صياغة نص القداس الإلهي عام 1990 ونصوص سري المعمودية والميرون عام 1994 ونصوص طقس الزواج عان 1994 وكتاب صلاة الساعات او الاجبية سنة 2002.
وكان من ثمار هذه اللجنة ايضا ان دعى نيافته لعقد لقاء مشترك بين اللجنة الطقسية للاقباط الكاثوليك واللجنة الطقسية للكنيسة الاثيوبية والكنيسة الاريترية حيث عقد هذا اللقاء الفريد بمطرانية اسيوط. ومازالت اللجنة تعمل جاهدة للتجديد الليتورجى لنصوص ما تبقى من صلوات الاسرار المقدسة.
نيافته يجيد العديد من اللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، والإيطالية، وكذلك اليونانية والقبطية ولديه علاقات طيبة وشاسعة على المستوى المحلي والدولي.
رحل الحبر الجليل بعد ان صار اولادة اساقفة ومطارنة كل من نيافة الانبا دنيال والانبا توماس والانبا متي وعشرات من المهنة والرهبان.
اللقاء الاخير:
لن انسي يوم الأربعاء 6 يناير 2021 صلاة قداس عيد الميلاد المجيد، بكاتدرائية أم المحبة الإلهية بمدينة أسيوط
قال نيافته بالرسالة الراعوية: ” عيد الميلاد هو عيد الفرح لأن يسوع قد ولد من أجلنا، ونحن جميعًا مدعوين للذهاب نحوه، ويقدم لنا الرعاة مثالًا يمكننا أن نقتدي به. فعلينا نحن أيضًا أن نذهب إلى يسوع، بان نتخلص من سباتنا وضجرنا واللامبالاة والخوف لاسيما فى وقت الطوارئ الصحية هذا حيث يصعب أن نجد حماس الحياة والإيمان".
” دعونا نتأمل ونصلي، وهنا أجمل مثال أعطتنا إياه أم يسوع، مريم، كانت تحفظ فى قلبها وتتأمل. وبالتأمل ماذا نكتشف ؟ يخبرنا القديس بولس وَلكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ ¬ لاَ بِأَعْمَال فِي بِرّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ¬ خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ. هنا نكتشف أن الله يظهر صلاحه فى الطفل يسوع، فى الطفل يسوع يظهر الله محبوبًا ومليئًا بالصلاح والوداعة. أن ندخل فى حياة الله، ونصبح أبناء الله بالتبني، بواسطة المعمودية، هذا هو المعنى العظيم لعيد الميلاد".
ليرحل عن عالمنا في الشهر المريمي للعذراء مريم شفيعته والتي احبها حتي رحل وهو يصلي لها ومن اجلها.
نقلا عن البوابة نيوز