اندراوس عبد المسيح
فالحقيقة إذ تأملنا في طبيعة الله نجدها فوق الزمان وايضا فوق المكان ، فالله لا يمكن للزمن أن يحده ولا يمكن للمكان أن يسعه.

وهذا يقودنا الي التأمل بعمق أكثر لكي نقول ان الله كان موجود قبل أن يخلق المكان اصلا ، فالله لا يحتاج الي مكان لكي يوجد فيه بل موجود في المكان واللامكان ،

وايضا موجود قبل الزمن وبعد الزمن . فالزمن والمكان مصطلحات وجدت بعد خلق الكون مصطلحات يفهمها الإنسان المحدود ولكن الغير محدود لا يمكن أن تحده هذه المصطلحات.

فالتوقيت والفصول مرتبط بالشمس و دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس أيضاً ، وهذا ما يجعلنا ندرك الفصول وندرك اليوم و ندرك العام ، ولكن الله ليس عنده يوم ولا سنه ولا الف سنه .
 لأنه فوق قوانين الطبيعة والفيزياء ايضا ولا يمكن أن يخضع اللاهوت للقوانين و إنما هو فوق هذه القوانين وخارجها.

فالألف سنه أمام الله مثل يوم ، واليوم مثل الف سنه وهنا الوحي يريد أن يخبرنا أن الله فوق الزمن نفسه.

وبعد هذه المقدمه الطويلة اريد أن اخبركم أن تكرار الأعياد هو مرتبط بالزمن وحساب الزمن نفسه مرتبط بالتقويم اى قواعد وقوانين بشرية لكي يفهم الإنسان ويدرك مفهوم اليوم والعام . ولكن الله ليس عنده زمن فالله يري الماضي والحاضر والمستقبل امامه دائما.

وهنا اريد ان اقول إن توحيد الأعياد الميلاد والقيامة بين الكنائس لا يضر الإيمان في شئ ، لا يغير في العقيدة شئ ، حتي وان تغير موعده فهذا لا يعني عدم تفاعل الله معنا ، فالله الزمن كله أمامه .

فلماذا حتي الآن نجد الكثير يرفضون بشده توحيد الأعياد وكأنه تنازل عن العقيدة أو تنازل عن الإيمان و في الحقيقة هو أمر بشري بحت ، فكل ما يتعلق بالحساب والفلك هو من صنع البشر ، لخدمه البشر ، ليس لكي يصير الإنسان عبد للتقويم بل التقويم نفسه لخدمه الإنسان

العقيدة الثابته التي لا تقبل تنازل أو تهاون هي أن المسيح ولد من عذراء ، ومات ثم قام من بين الأموات
أما عن حساب العيد بعد ألفين عام أمر بشري بحت ، لن يحدث شئ إذا ترحل الوقت ايام أو تقدم ايام فهذا لا يضر بالإيمان في شئ ولن يضر في العقيدة بشئ

الكنيسة لها سلطان أن تحدد توقيت العيد ، كما وضعت من الأساس القطمارس و السنكسار والطقس نفسه .

فما اجمل ان يحتفل كل المسيحين في العالم أجمع في نفس التوقيت ، كل جماعه تعتقد أنها الصواب لأن هذا الأمر بشري يمكن أن نتعاون جميعاً ونحاول أن نوحد الأعياد كخطوة أولي في سبيل الوحدة والشركه.

اندراوس عبد المسيح