ياسر أيوب
نتيجة تأخر القرار النهائى.. لم يجد المنتخبان اليوجوسلافى والمصرى مكانا فى الباخرة كونتى فيردى التى تم حجزها بالكامل.. وبالتالى أبحرت الباخرة فى 21 يونيو 1930 من مدينة جنوه الإيطالية تحمل المنتخب الرومانى.
وتوقفت بالقرب من مدينة نيس الفرنسية لتحمل أيضا المنتخب الفرنسى ومعه رئيس الفيفا جول ريميه وثلاثة حكام.. ثم توقفت فى برشلونة لتحمل المنتخب البلجيكى قبل عبور المحيط الأطلنطى لتتوقف من جديد فى ريو دى جانيرو لتحمل مسؤولى البرازيل وتنهى رحلتها فى مونتيفيديو عاصمة أوروجواى فى الرابع من يوليو؛ استعدادا لبدء أول بطولة كأس عالم فى التاريخ.. ولم ينس الفيفا يوجوسلافيا ومصر.
يوجوسلافيا كدولة أوروبية.. ومصر التى كانت وقتها رابعة العالم وفقا لترتيبها فى دورة أمستردام الأوليمبية، التى كانت الدورة الأخيرة قبل انطلاق بطولة كأس العالم.. وحرص جول ريميه على مشاركة مصر، خاصة بعد انسحاب اليابان وسيام لتصبح مصر هى الدولة الوحيدة التى تمنح البطولة الجديدة صفة العالمية، وليست فقط بطولة أوروبية لاتينية.
وتم الاتفاق على أن يجتمع المنتخبان اليوجوسلافى والمصرى فى مدينة مارسيليا لتبحر بهما الباخرة فلوريدا إلى مونتيفيديو.. وانتظر اليوجوسلاف المصريين فى مارسيليا حتى اللحظة الأخيرة واضطروا للسفر وحدهم، وفوجئ جول ريميه ببرقية اعتذار من الاتحاد المصرى لكرة القدم، حيث تعطلت الباخرة التى حملت المنتخب المصرى من الإسكندرية بسبب عاصفة فى البحر المتوسط فلم يستطع المنتخب المصرى اللحاق بالباخرة فلوريدا.
وبعد أكثر من ثمانين عاما.. نجح الكاتب الرياضى فلاديمير ستانكوفيتش فى جمع كل تفاصيل رحلة المنتخب اليوجوسلافى عبر المحيط، وأيضا مشاركته فى المونديال الأول.. وكيف فازت يوجوسلافيا على البرازيل فى أولى مبارياتها، ثم على بوليفيا وتصدرت المجموعة الثانية قبل أن تخسر قبل النهائى أمام أوروجواى.
ولأنه لم تعد هناك دولة اسمها يوجوسلافيا فقد احتفل الصرب بهذا الكتاب، وأقاموا له أكثر من احتفال، حضر أولها أبناء وأحفاد اللاعبين الذى شاركوا فى أول مونديال.. وتحول الكتاب إلى فيلم يحمل اسم مونتيفيديو.. ونحن لدينا فى مصر كاتب اسمه شيرين فوزى لم يكن أقل حرصا واجتهادا من ستانكوفيتش، وجمع كثيرا من تفاصيل مشاركة المنتخب المصرى فى المونديال الثانى 1934.
وتعب شيرين فوزى واجتهد كثيرا ليجمع مشوار كل لاعب فى المنتخب المصرى الذى شارك فى هذا المونديال الذى استضافته إيطاليا، ومنهم النجم الكبير جدا عبد الرحمن فوزى والد شيرين وصاحب هدفى مصر فى هذا المونديال فى المرمى المجرى.
وصدر كتاب شيرين فوزى المهم والرائع فى 2008، أى قبل كتاب ستانكوفيتش، لكن دون اهتمام واحتفال حقيقى.. وأتمنى معاودة النظر للكتاب المصرى وصاحبه، وأن يتم تكليف شيرين فوزى بكتابة فيلم عن تلك الرحلة والمشاركة المصرية.
نقلا عن المصري اليوم