محرر الأقباط متحدون
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، والوفد المرافق لقداسته، دير راهبات "الثلاثة ينابيع" بالڤاتيكان، كما زار دير "أخوات يسوع الصغيرات" المجاور له.
ويحمل الدير اسم "الثلاثة ينابيع" لأنه بحسب تقليد الكنيسة الكاثوليكية، سار على أرض هذا الدير القديس بولس الرسول، وتم قطع رأسه على عمود موجود داخل الدير، وجاءت تسمية الدير بالثلاثة ينابيع حيث أنه عند قطع رأس القديس بولس خرج من الأرض ثلاثة ينابيع ماء موجودة حتى الآن داخل الكنيسة الأثرية بالدير.
ورحبت الأخت مارتا رئيسة الدير والراهبات بقداسة البابا معربين عن فرحتهم بزيارة قداسته للدير.
وألقى قداسته كلمة محبة، قال فيها: نحن سعداء أننا في المكان الذي يحمل اسم القديس بولس الرسول. هذا القديس العظيم الذي علمنا الكثير في مسيحيتنا. وأقف أمام عبارتين قالهما القديس بولس عن محبة المسيح، فقال: "مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا" (كورنثوس الثانية ٥: ١٤) ونحن في حياتنا نشعر أن المسيح دائما يحتضننا فعندما ننظر إلى الصليب المقدس نجد ذراع المسيح المفتوحة تحتضن العالم كله، خاصة نحن الذين نعيش التدبير الرهباني فكل من كرسوا حياتهم للمسيح يجدوا لنفسهم نصيب في حضن المسيح، سواء في حياة الخدمة أو حياة الرهبنة ونشعر بهذه المحبة. هذه المحبة تعطينا القوة وتعطينا الشهادة باسم المسيح في كل مكان. المسيح يحتضننا جميعًا ويبحث عنا ونجد سلامنا وراحتنا فيه، ليس كأفراد بل ككنائس أيضًا، ينظر إلينا من السماء ويعطينا هذه المحبة، أقول لكل قلب افتح قلبك للمسيح فتمتليء بالمحبة ولتأخذ المحبة وتقدمها للآخرين.
ثانيًا: يا أحبائي بولس الرسول هو القديس الذي علمنا أن "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (كورنثوس الأولى ١٣: ٨)، فابني حياتك على المحبة فتجد حياتك دائمًا تنظر نحو السماء. حقًا المحبة لا تسقط أبدًا في حياتنا الرهبانية، المحبة، فكل دير هو عائلة محبة ويمكن أن نجتهد في هذه المحبة فهي لا تسقط أبدًا، وفي الحياة الرهبانية نُسقِط كل شئ ونتجه فقط إلى واحد نبني فيه خلاصنا وتوبتنا وعلاقتنا الاجتماعية نبنيها على المحبة.
إن نجحت في العبارتين سوف تمتلئ بالفرح الذي يأتي من محبة المسيح.
واختتم قداسته كلمته قائلًا: أشكركم كثيرًا وسعيد جدًا بزيارة هذا الدير وسعيد أن نقف في موضع القديس بولس الرسول ونطلب صلواته لكي ما نصير شهود مثله.
توجه بعد ذلك قداسة البابا إلى دير "أخوات يسوع الصغيرات"، حيث زار قداسته، كنيسة الدير وتفقد خدمتهم من أعمال فخارية وأعمال يدوية وأبدى إعجابه وسعادته بخدمة راهبات الدير وفي نهاية الزيارة ودعت الراهبات بترتيل مجموعة من ترانيم الفرح.