كتب - محرر الاقباط متحدون 
استنكر الكاتب الليبرالي والباحث سامح عسكر الافكار الإخوانية للنائب السابق احمد طنطاوي، وكتب عسكر عبر حسابه الرسمي على تويتر :"  
بالنسبة للنائب السابق #أحمد_طنطاوي ، شرط أساسي للمعارضة أن تمتلك المشروع الفكري قبل السياسي، غير كدا هايبقى نشاطك عبارة عن غوغائية وشعبوية وحشد عاطفي للمغيبين.
 
النائب طنطاوي مع احترامي له سأتحدث عنه في بضع نقاط : 
أولا: على المستوى الشخصي والذمة المالية هذا معارض ثائر ومصلح جيد ينفع يراقب الحكومة ويكشف غلطات المسئولين..إنما ترشيح لرئاسة الجمهورية شئ مختلف يلزمه (استقلال وبرنامج ومراكز قوى ونفوذ ورؤية وعقل).
 
ثانيا:على المستوى الفكري والسياسي أحمد طنطاوي هو رجعي متسلط لا يملك مشروع أو رؤية لإصلاح الدولة وأهم مشاكلها على الإطلاق (الخطاب الديني) الذي دفعنا ثمنه بعشرات الآلاف من الشهداء منذ السبعينات وإلى اليوم..وبسببه قامت ثورة خالدة في 2013 .
 
ثالثا: قانون تنظيم الإفتاء الذي رفضه السيد طنطاوي واحتفل به الإخوان على مكملين، كان يهدف لنقل تبعية الإفتاء للحكومة ممثلة في وزارة العدل، وتكون دار الإفتاء المصرية مستقلة عن الأزهر فكرا وموارد.
 
فكرا: لأن المفتي سيكون متحررا من سلطة ونفوذ الجماعات المخترقة للأزهر.
 
وموارد: لأن المفتي سيكون مواليا للدولة المدنية والحداثة التي تنفق عليه بدلا من الأزهر الذي سيضطر المفتي حينها للإفتاء ضد الدولة المدنية.
 
وانتم ملاحظين كيف تطورت فتاوى دار الإفتاء وصارت أكثر حداثة ومعاصرة بالفترة الأخيرة، والفضل يعود لكف أيدي الأزهر عنها ولو بالسلطة المعنوية الإسمية.
 
رابعا: فضيحة إسقاط مشروع تنظيم الإفتاء الذي احتفل به طنطاوي دالة على أن النائب غير مدرك وغير واعي للأخطار الحقيقية والكبرى على الدولة المصرية ممثلة في الإرهاب والإفتاء الديني الذي كان سببا في انتخاب مرسي وصعود الإخوان من قبل.
 
وهذه النقطة تثبت أن سيادة النائب (شخشيخة) أو (بندول) في أيدي الجماعات ومسيطرين عليه فكريا بشكل كبير، وهو نفسه بدأ يصدق إنه زعيم شعبي في المنفى والجماهير في انتظاره بالورود..!!
 
خامسا: مفيش نائب حر وثورجي مدني ليبرالي أو يساري لديه خطوط حمراء خصوصا في مؤسسات الدين، الكل لديه يخضع للنقد لأن الكل مُقصّر..لكن النائب أحمد طنطاوي وضع الأزهر صنما لا يجوز نقده أو مراقبته أو كشف نفوذ الجماعات المخترقة والمناهج التعليمية السيئة فيه.
 
بينما في المقابل يهاجم وزير الأوقاف ودار الإفتاء ، في اتساق عجيب وغريب مع مواقف الإخوان المسلمين والتيار السلفي المتطرف.
 
سادسا: مواقف أحمد طنطاوي تتوافق مع مواقف الإخوان من حيث:
1- العداء مع وزارة الأوقاف لدرجة الدعوة لإلغاءها
2- سيطرة الأزهر على دار الإفتاء ورفض تدخل الدولة.
3- تصنيم الأزهر وتقديس شيخه ورفض أي انتقادات له على الإطلاق.
4- تحصين شيخ الأزهر مقابل عدم تحصين رئيس الجمهورية .
معروف أن مادة تحصين شيخ الأزهر في دستور الإخوان 2012 وضعها خيرت الشاطر ليكون الأزهر وهيئة كبار العلماء هم ممثلي جماعة الحل والعقد في الشريعة، فيكون تحصين أمير جماعة الحل والعقد ضروري ضد رئيس الجمهورية لكي ينجح في مراقبته وفرض مواد الشريعة على السلطة التنفيذية.
 
(أي ما كان يفعله أحمد طنطاوي يخدم فكرة الشريعة الإخوانية ولو لم يدرك ذلك..حسنا للظن به).
 
عداء هذا النائب لوزارة الأوقاف بسبب قوانين تنظيم المساجد التي منعت صعود الجماعات والسلفيين ، وسيادة الوزير مختار جمعة نجح بنسبة كبيرة في وقف النفوذ الإخواني والسلفي من على المنابر، لذلك عقدوا الهاشتاكات على تويتر لتكفيره ودعم شيخ الأزهر ضده، وسيادة النائب السابق ركب الموجة على إنه مصلح ثائر ضد الوزير ولم يملك ذرة شجاعة لمراقبة ميزانية الأزهر التي تكلف الدولة حوالي 20 مليار جنيه سنويا.
 
ورسالة لسيادة النائب: مفيش يساري أو ليبرالي يقدس سلطة دينية، فلو كنت مؤيدا لمدنية الدولة فانتصر للدستور والقانون,,..وخلي بالك من حملات دعم الإخوان لك على السوشال ميديا فهي فوق إنها دعاية سلبية ليست في صالحك هي أيضا سوف تكسبك غرورا وتضخما للذات لدرجة إنك ممكن تظن في لحظة إنك بطل وزعيم شعبي...!
 
وفي الأسبوعين الأخيرين اكتشفنا إن جميع أّذرع الإخوان الإعلامية (ك #الجزيرة و #رصد و #مزيد و #العربي) متفرغة بشكل كامل لدعمه وتقديمه كمرشح مدني ضد سلطة عسكرية، وفي الحقيقة هي صورة مزيفة لأن طنطاوي مرشح إسلاموي لا يملك أي رؤية مدنية للدولة ، في المقابل يملك رؤية كهنوتية قرووسطية تعيد مصر 1000 عام إلى الوراء في استنساخ تام للوضع الأفغاني اليوم.