القمص يوحنا نصيف
أبونا حنّا تنيّح من حوالي سنتين، وكان كاهنًا لبلدة "سِرس الليّان"، وكان عُمره أكثر من مائة سنة. ومرّة في ليلة العيد كان يُصلّي القدّاس، وعندما وصل إلى قوله: "ونظر إلى فوق، نحو السماء إليك ياالله أباه، وسيّد كلّ أحدٍ..."، إذ به يصمت عن الكلام.
 
تحيّر الشعب، وفكّروا أنّ أبونا قد نام، لأنّه كان عجوزًا جدًّا.. فدخل أحد الناس ليوقظه.. فتنبّه أبونا، وأكمل القدّاس.
 
وفي آخِر القدّاس، أمسك به أحد الناس، وقال له: "لن أتركك حتّى تقول لي ما الذي حدث؟!"
 
وبعد إلحاحٍ شديد، قال له: يا ابني، ساعة ما قُلت "ونظر إلى فوق".. وجدتُ سقف الكنيسة مفتوحًا، ورأيت السيّد المسيح في السماء، وكان المنظر جميلاً، فوقفت صامتًا، ونسيت كلّ شيء..!
 
الحقيقة يا أحبّائي، أنّ القدّاس هو حلول السيّد المسيح على المذبح، ومعناه أنّنا نكون في السماء، لذلك يقول الشمّاس:
اسجدوا لله بخوفٍ ورعدة".
 
 السماء هي مكان وجود المسيح. فيجب علينا أن نؤمن بشدّة بوجود الله في القدّاس، بجسده ودمه، ونقف برهبة وخشوع.. وكثير من القدّيسين كانوا يحسّون بذلك، ويرون رؤى كثيرة.
 
يقول القدّيس يوحنّا ذهبي الفم:
 "عندما تتناول جسد الربّ ودمه، فأنت لا تأخذه من يد الكاهن، ولكن من يد المسيح ذاته. هل تحسّ بذلك؟"
 ويقول أيضًا:
لمّا رأى الله أنّ المؤمنين يشتاقون للسماء بشدّة، أعطى الكنيسة نعمة وجوده في القدّاس، لكي يعيش المسيحيّون في السماء، وهم على الأرض".
 كذلك نحن نقول:
"إذا وقفنا في هيكلك المقدّس، نُحسَب كالقيام في السماء".
 فنشكر الله جدًّا يا أحبّائي، لنعمة وجودنا في السماء في القدّاس. لذلك يجب أن تذهب لحضور القدّاس بنشاطٍ وفرح، وتقف بخشوع، وتشكر يسوع، وتتناول من يده، وتعيش في السماء.
 
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد أغسطس وسبتمبر 1977م)
+ + +
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.