محرر الأقباط متحدون
خلال مشاركته في أعمال القمة الرابعة لمجلس أوروبا والتي التأمت في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك يومي الثلاثاء والأربعاء شدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين على ضرورة ألا تقبل الجماعة الدولية باستمرار الحرب في أوكرانيا، داعياً إلى التنبه دوماً للشعب الأوكراني الذي يتألم ويموت. خلال القمة قرر رؤساء الدول والحكومات الأوروبية أن يشكلوا سجلاً بالأضرار في أوكرانيا، خطوة وصفها رئيس الوزراء الأوكراني شميهال بـ"القرار التاريخي".
أكد الكاردينال بارولين في مداخلته أنه آن الأوان من أجل التدخل والسعي إلى تحقيق سلام دائم وعادل في أوكرانيا، وكل المناطق الرمادية الأوروبية، كما تُسمى، مضيفا أن الكرسي الرسولي سيستمر في لعب دوره في هذا السياق. ونقل نيافته تحية البابا فرنسيس إلى ممثلي الدول الست والأربعين الأعضاء في مجلس أوروبا الذين التقوا للحديث عن الأولويات والتوجهات السياسية الواجب أن تتخذها المنظمة في ضوء التغيرات الجيوسياسية في القارة الأوروبية، وتمحورت مداخلة المسؤول الفاتيكاني حول قضية السلام، مذكراً المشاركين في القمة بأن مجلس أوروبا أبصر النور على أنه "مشروع سلام".
بعدها اعتبر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن الحرب في أوكرانيا أظهرت وللأسف أن البحث الشغوف عن سياسة جماعية وتمتين العلاقات المتعددة الأطراف أصبحا بمثابة حنين إلى الماضي البعيد، وقال: يبدو أننا نشهد اليوم غروب شمس حلم السلام، داعيا للتوقف عند الروح الذي حرك مؤسسي مجلس أوروبا، ومذكراً الحاضرين بالسؤال الذي طرحه البابا فرنسيس في خطابه إلى السلطات المدنية والسياسية في بودابست خلال زيارته الرسولية الأخيرة إلى المجر عندما قال: "إذ نفكر بأوكرانيا التي دمرتها الحرب، نتساءل أين هي جهود السلام الخلاقة؟
وعاد الكاردينال بارولين ليطرح سؤال البابا نفسه، مضيفا أنه لا يمكن أن نقبل بأن تستمر الحرب العدوانية في أوكرانيا، ولا بد أن نتذكر دوماً الشعب الأوكراني الذي يتألم ويموت. من هذا المنطلق حثّ نيافته القادة الأوروبيين على العمل من أجل سلام دائم وعادل في أوكرانيا كما في جميع المناطق الأوروبية التي تعاني من الصراعات والانقسامات، مؤكدا أن الكرسي الرسولي لن يوفر جهداً من أجل التوصل إلى هذا الهدف. وتأتي كلمات بارولين بعد أيام قليلة على اللقاء الذي جمع البابا فرنسيس بالرئيس الأوكراني زيلينسكي في الفاتيكان، وأكد خلاله الطرفان على ضرورة متابعة الجهود الإنسانية دعما للشعب الأوكراني. وكان بارولين نفسه قد تطرق إلى هذا الموضوع لأسبوع خلا، على هامش مؤتمر عُقد في روما، مشيرا إلى مهمة يقوم بها الفاتيكان لصالح السلام في أوكرانيا، وهو موضوع سبق أن تناوله البابا خلال المؤتمر الصحفي على متن الطائرة في طريق عودته من المجر.
خلال قمة مجلس أوروبا تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإنشاء سجل يوثق الأضرار التي تعرضت لها أوكرانيا، ويُعتبر الخطوة الأولى نحو آلية دولية ترمي إلى صرف التعويضات لضحايا العدوان الروسي، مع أن سبع دول من أصل ست وأربعين قررت عدم الانضمام إلى هذه المبادرة، ما يعني أنه "اتفاق جزئي" كما جاء في مذكرة صدرت عن مجلس أوروبا. رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، الذي استقبله البابا فرنسيس في مقابلة خاصة في السابع والعشرين من آذار مارس الماضي، رحب بهذه الخطوة ووصفها بـ"القرار التاريخي" الذي سيسمح بالبدء في تحقيق العدالة، وغرد تويترياً متحدثاً عن لقاء جمعه في ريكيافيك مع ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عبر خلاله عن امتنان حكومة كييف لواشنطن على الدعم الكبير المقدم لها، لافتا إلى أن الجهود المبذولة ينبغي أن تقود إلى إنشاء محكمة خاصة، ما سيساهم في تحقيق العدالة ودعم المنظومة الأمنية العالمية الجديدة.