انحصار المياه العذبة ببحيرات العالم
رصدت الأقمار الاصطناعية تغيرات نسب الجفاف على كوكب الأرض، ورغم معاينات سابقة لدراسات متعددة تناولت جفاف وتدهور حالة البحيرات الكبرى بشكل منفرد، إلا إن هذه الدراسة تُعد الأولى في تقديم عرضًا تفصيليًا للاتجاهات العالمية وأسباب التغييرات المرصودة لانحصار المياه العذبة ببحيرات العالم.
تغطي البحيرات العذبة حوالى 3% من سطح كوكب الأرض، وتمثل 87% من المياه العذبة السائلة المُعتمد عليها عالميًا سواء للاستهلاك البشري أو الزراعة أو حتى لإنتاج الكهرباء.
ووفقاً للدراسة العلمية بجامعة كولورادو بولدر بالولايات المتحدة، والمنشورة في مجلة ساينس العلمية، فإن كمية المياه تتقلص في أكثر من نصف بحيرات العالم وخزاناته، وهو ما يعتبر بمثابة تهديد المصدر الحيوي للمياه العذبة وقد يدفع للاحتباس الحراري، كذلك يعيش حوالي ربع سكان العالم في مناطق تعاني بحيراتها من الجفاف أو تتبخر المياه في سدودها.
قال الأستاذ الجامعي المشارك في الدراسة بالاجي راجاغوبالان، في حوار مع وكالة فرانس برس إن «البحيرات في خطر على مستوى العالم، وهذا له تبعات كبيرة. إنها توفر للمجتمعات والإنسانية شريان الحياة، ومع ذلك فهي لا تحصل على الاحترام الذي تستحقه».
ارتفاع درجات الحراراة أثر على المياه العذبة
كذلك توصلت الدراسة لأن ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ أدى إلى تقليص بحيرات العالم بمقدار تريليونات الجالونات من المياه سنويًا منذ أوائل التسعينيات.
فبينت من خلال الفحص الدقيق أن حوالي 2000 بحيرة من أكبر البحيرات في العالم تفقد حوالي 5.7 تريليون جالون (21.5 تريليون لتر) سنويًا. وهذا يعني أنه من عام 1992 إلى عام 2020، فقد العالم ما يعادل 17 بحيرة.
وأن البحيرات في المناطق المُمطرة هي الأخرى تأثرت بسبب امتصاص الهواء للمياه أثناء التبخر.
إضافة لسبب وصفته الدراسة «بالأمر الطبيعي»، بفعل التغيرات في نسب أو نمط سقوط الأمطار وتغيرات جريان الأنهار، مع زيادة احتياجات مياه البحيرات المستخدمة في الطاقة الكهرومائية.