حمدي رزق
أقلعت طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية إلى مطار «بورسودان»، محملتين بأطنان من الشحنات الطبية المقدمة، كإهداء من وزارة الصحة المصرية؛ للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل إخوتنا فى السودان (مقتطف من بيان المتحدث العسكرى، العقيد أركان حرب غريب عبدالحافظ).
بيان مهم يستأهل التوقف والتبين، توقفا أمام نفرة مصر من فورها لغوث الأشقاء إذا مسهم الضر، مصر قيادة وشعبا لا تتأخر عن واجب مستوجب، من شقيق يعرف الواجب تجاه شقيقه، ويؤديه على وقته دون مَنٍّ وَلَا أَذًى.
جسر المساعدات المصرية متواصل وسيتواصل لغوث أشقائنا فى السودان حتى تنقشع الغمة (حرب الإخوة الأعداء)، لا ينقطع نهر الخير من أهل الخير، ولو فى فم الفقير يخرجها لشقيقه بطيب خاطر.
بالسوابق يعرفون، وما عرفت مصر إلا بالخير، وتوجيهات الرئيس السيسى بدعم الشعب السودانى الشقيق فى مختلف المحن والأزمات ماثلة لمن يرقب العلاقات المصرية السودانية عن كثب، ما تأخرت مصر يوما، أقرب إلى الأشقاء من حبل الوريد، أقرب بالضرورة من منظمات الإغاثة العالمية التى تستصرخ الضمائر الحية عالميا لجمع ثلاثة مليارات دولار لإنقاذ نصف الشعب السودانى المتضرر من ويلات الحرب.
محنة السودان الحالية تستوجب دعما مصريا.. ويحدث الآن، مصر الممتحنة اقتصاديا، كبيرة رغم أنف المرجفين، مصر عظيمة، ومهما فاتت عليها المحن، ودقت على الرؤوس طبول، مصر تمد يدها للقريب والبعيد بالخير، لا تبخل أبدا على الأشقاء.
وتبينًا للمعنى الكامن فى جسر الغوث المصرى إلى بورسودان، رغم ضيق ذات اليد، والتحديات الاقتصادية القاسية، مصر لم تتأخر عن العون، متى تأخرت وهى عنوان الكرم؟.
جسر المساعدات الجوية المصرى إلى أشقائنا السودانيين تُرجم عالميا بأنها دولة تتمتع بأخلاقيات إنسانية تعبر عن حضارة، ودليل على المعانى المتجذرة فى هذا الشعب الصابر على المحن، ولا يشيح بوجهه فى المحن، ولا يتلهى عن الهم الإنسانى للأشقاء بضائقة اقتصادية، المصرى يطلعها من بقه ليشبع القريب والبعيد دون حسابات وقتية ضيقة.
لا تطبيل ولا شخاليل، خلاصة القول، مصر يقودها قائد محترم (الرئيس السيسي) يسير على قواعد أخلاقية حاكمة مستمدة من تراث عريق للدبلوماسية المصرية التى تتمتع بحسن السيرة عالميا، تتعامل بشرف وبكرم فى وقت عز فيه الشرف والكرم.
مصر تحتضن «المحبين» أبدا لا تطلق عليهم «لاجئين»، لهم فى مصر ما للمصريين، حقوق وواجبات، وجامعات ومدارس ومستشفيات وفرص عمل، يقتسمون اللقمة مغموسة بعرق العافية برضا وقناعة من عموم المصريين.
مصر الكبيرة يقودها رجل بحجم مصر، وحجم مصر يقارن بالدول العظمى، وتسلك سلوك الدول المتحضرة، والمساعدات الإنسانية للسودان وقبلها للبنان ولغيرها من دول الجوار (الأشقاء) ليست مَنًّا، ولا يتبعها أَذًى، وليست بمقابل أو ننتظر مقابلا، بل هى كرم مصرى خالص، وما عرفت مصر إلا بالكرم، وعظيمة يا مصر يا أرض النعم/ يا مهد الحضارة يا بحر الكرم/ نيلك دا سكر جوك معطر/ بدرك منور بين الأمم.
نقلا عن المصرى اليوم