بقلم: بهاء رمزي
أعتدنا منذ الصغر أن نفرح بقدوم شهر رمضان مشاركين أخوتنا المسلمين كل مظاهر الأحتفال به من فانوس رمضان وأكل الكنافه والقطايف ومتابعة الفوازير لثلاثي أضواء المسرح وبعدهم نيللي وشريهان ومتابعة المسلسلات الرمضانية الجميلة .كم كان لهذا الشهر مذاق خاص حتي عندنا نحن الأقباط وكانت عقولنا البريئة لا تدرك الفارق بين المسلم والمسيحي ولاأن شهر رمضان هذا خاص بأخوتنا المسلمين كنا صغاراً يأتي الينا أصدقائنا المسلمين فرحين بفوانيسهم المضيئة بالشموع قبل أختراع الفانوس الكهربائي قائلين رمضان كريم وكنا نردد معهم رمضان كريم .
ولكن الأن وبعد مرور عشرات السنين علي هذه الأيام الجميلة بدأنا نري كرم رمضان علينا نحن الأقباط يختلف تمامأ عن كرمه عند أصحابه المسلمين ,بدأنا نري المسلسلات التي كنا ننتظرها كل سنه بشوق تفاجئنا كل سنه بصدمة لاندري سببها أومن الذي يسعي لها فبعد أن كان الأقباط مهمشين ولاوجود لهم في الدراما المصرية أصبحوا الأن ومنذ سنوات قليلة قريبة محشورون وبصورة مغلوطة في كثير من الأعمال الفنية ونزكر منها علي سبيل المثال لا الحصر مسلسل( أوان الورد) هذا المسلسل المستفذ الذي تري فيه البطله مسيحية تزوجت من مسلم وأنجبت منه وبعد ذلك هي التي تعلم أبنتها القرأن وعلوم الأسلام مع أنها مازالت مسيحية لم تبدل دينها وبالطبع هذه صورة لايمكن أن تحدث من أحد السيحيين علي الأطلاق ربما الأستثناء الوحيد هو فضيلة الكاهن الشيخ صليب متي ساويرس الذي يعلم القرأن في مدرسته بشبرا !!!!!!
و قبل هذا المسلسل مسلسل أخر لايقل عنه أستفذاذاً وهو مسلسل( من الذي لا يحب فاطمة) وبطلته المسيحية التي ما أن سمعت عن الأسلام حتي جرت اليه تاركة دينها.وأيضاً مسلسل( محمود المصري) وفيه نفس القصة ولكن هذه المره أمرأتان لا واحدة.وفي سنة 2009 نجد مسلسل( صاحب السعادة) الذي يعالج قضيه قبطيه دينيه مثل الطلاق بلاأدنى فهم للديانة المسيحية وعقيدتها .وأيضاً في رمضان الحالي و في المسلسل العبقرى( خاص جدا) نجد صديقة البطلة أمرأه قبطية وقعت في حب شاب مسلم منذ صغرها وعندما رفض أهلها الزواج منه لأن هذا يخالف تعاليم الدين المسيحي فلم تستطيع أن تتزوجه ولكن بعد سنوات عديدة وفي مشهد مؤثر نجد هذه المرأه تعاتب أهلها على ماأقترفوه من ذنب تجاهها ونجد الأهل مكسوريين وكأنهم فعلوا الفاحشة تجاه أبنتهم ومبررين فعلتهم بأن الجيران المسيحيين حين علموا بهذه العلاقه قاطعوهم ورفضوا السلام عليهم والأدهى من ذلك أنهم تلقوا خطابات تهديد بقتلهم وقتلها أذا أستمرت هي فى علاقتها مع الشاب المسلم !!!! وهذا هو الحال مع كل من يتناولون قضابا الأقباط , دائماً يريدون أثبات أن هناك أرهابيين مسيحيين يهددون ويقتلون مع أن هذا غير موجود بين المسيحيين, ولكن بما أن هناك متطرفيين مسلمين فيجب أن يكون هناك أيضاً أرهاباً من متطرفين مسيحيين سواء كان هذا واقعى وحقيقى أم لا . ولكن هذه هي الصورة التي تريد ان ترسمها الدرامة المصرية لنا.
والسؤال هنا متى نرى المسلسل الذى تحب فيه فتاة مسلمة شاباً مسيحى وتترك دينها من أجل أن تتزوجه وتصبح مسيحية ومن ثم تعاتب أهلها أذا وقفوا فى طريقها كهذا العتاب القاسى الذى حدث فى مسلسل خاص جداً. أم لأن هذا يتنافى مع الشريعة الأسلامية فلا يجرؤ أحد على الأقتراب من هذا الخط الأحمر الدامى مع أن هذا يحدث فى واقعنا المصري كثيراً . أم أن العقيدة المسيحية هى عقيدة القبط المستضعفيين فيمكن أن ندوسها ونزوج فتياتهم بأبناء المسلميين مادامت الشريعة الأسلامية تسمح بذلك.
هذا جانب من جوانب كرم رمضان على المسيحيين وبالطبع هناك جوانب أخري عديدة كعشرات الأعتداءات التى تمت على الأقباط فى شهر رمضان الكريم وأيضاً سأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :-
- مذبحة منشية ناصر بديروط سنة 1992 والتى قتل فيها 3 أقباط وأصيب 3 أخرون.
- مذبحة عزبة الأقباط بالبدارى بأسيوط سنة 1994 والتى قتل فيها 6أقباط.
- مذبحة الكشح سنة2000 وقتل فيها 21 قيطياً بخلاف عشرات المصابيين.
- حريق كنسية القديسيين بطرس وبولس بشبين الكوم سنة 2009.
- حريق كنيسة الملاك ميخائيل وتدمير وحرق جمعية الأيمان الأرثوزكسية بطنطا سنة 2009.
ولكن أهم جانب من جوانب كرم رمضان 2009 على الأقباط خاصه وعلى المصريين عامه بل و على مصر كلها كدولة هو المذبحه الكبرى التي أريد أن أسميها (( مذبحة الدولة المدنية ))
فحيين يخرج رجال الشرطة مدججيين بسلاحهم وكأنهم خارجين لمحاربة الفرنجة ويجوبون الشوارع بحثاً عن المخربين المجرمين الأثمين اللذين تجرأو على تهديد أمن وسلام مصر وداسوا بأقدامهم الدنسة على الأخلاق والفضيلة مجاهريين بأفطارهم أثناء النهار فى رمضان فكان يجب عقابهم عقاب المفسديين في الأرض بالقبض عليهم وأحتجازهم والتحقيق معهم وعقابهم أما بالسجن أوالغرامه الماليه غير مفرقين فى ذلك بين مسلم ومسيحى كما حدث فى أسوان والغردقه والقهليه ......
وبدلآ من أن تخجل الدوله وشرطتها مما حدث نجد اللواء حمدى عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للأعلام يصرح بأن الحمله التى تمت على المفطريين حمله قانونية !!!!! .بالطبع قانونيه لأن الأفطار فى رمضان قلة أدب.
هذه البداية والسنة القادمة فى رمضان 2010 بأذن الله نتوقع من دولتنا الكريمة أن تطبق القانون السارى فىمقاطعة أنشى بأندونسيا التى تعاقب المفطريين في رمضان سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين بالجلد.
عار .... حقاً هذا عار على دوله عريقة كمصر أن يكون همها أن تطارد المفطريين فى رمضان . فكيف تدعى الحكومه نفسها أنها ضد التطرف والأرهاب وهى بتصرفاتها هذه تشجعه .فماذا نصدق فيكى ياحكومتنا الكريمة ؟ لسانك أم أعمالك ..... أم تريدون لمصر أن تصير أفغانستان جديده ونفعل كما فعلت طالبان بتماثيلها الأثرية المنحوتة فى جبالها حين فجرتها لأنها أصنام , فندك معابد الأقصر وأسوان وألاهرامات وأبو الهول وحضارتنا التى نتحسر عليها الأن .... أم تريدون بنساؤنا أن يعاملوا كنسائهم اللواتي بعد ان حرم عليهم التعليم فى عهد طالبان , حكم عليهن فى عهد كارزاى الحالى بأن من تمنع نفسها عن زوجها فمن حقه تجويعها وعدم تقديم الطعام لها .
فماذا تريدين بمصر ياحكومتها الحاليه ؟!
وعلى كل حال وجب أن أهنئ أخوتنا المسلمين بشهررمضان وبعيد الفطر متمنياً لهم كل الخير و........ رمضان كريم.