د. وسيم السيسي
أما أنا فلم أرَ إهانة لكرامتنا تشبه هذه الإهانة، ولا استخفافًا بعقولنا يشبه هذا!.
جاء في مقال د. زاهى حواس: شامبليون البداية والنهاية: حاول سفيرنا في فرنسا علاء يوسف إخفاء تمثال العار «شامبليون واضعًا قدمه على رأس أحد ملوك مصر، وشامبليون لا ذنب له، ولكن بارتولدى هو صانع هذا التمثال»، المهم فشلت الجهود الدبلوماسية.
فاقترح سفيرنا على مسؤولى المؤسسة «كوليج دى فرانس» أن يظل التمثال كما هو، على أن يتم وضع وصف كتابى على التمثال نفسه يفسر المعنى الصحيح!، واحترام الحضارة المصرية، مع إبراز بعض الاقتباسات من وثائق بارتولدى وكيف كان مُحِبًّا لمصر..!!.
يا سيادة السفير، كان بارتولدى ناقمًا على مصر، طلب منه الخديو إسماعيل باشا تمثالًا طوله مائة متر لفلاحة مصرية تحمل مشعلًا في يدها اليسرى لوضعه عند مدخل قناة السويس، ولما انتهى بارتولدى من التمثال طلب ستمائة ألف دولار ثمنًا لهذا التمثال، غير مصاريف النقل.
اعتذر إسماعيل باشا بالخزانة الخاوية، غضب بارتولدى، باعه إلى حكومة فرنسا، التي أهدته إلى الولايات المتحدة، في عيد استقلالها المئوى، تمثال الحرية. أضف إلى هذا يا سيادة السفير ما أعلنه التليفزيون الفرنسى أن بارتولدى كان ماسونيًّا، وكان كثير من تماثيله عليها
كتابات بالعبرية!.
واسمح لى بأن أُذكركم بما كتبه سيجموند فرويد اليهودى للنخاع في كتابه «موسى والتوحيد»: «عقدة اليهود الأزلية هي الحضارة المصرية القديمة»، فهل ترى بعد ذلك أنه كان مُحِبًّا لمصر؟!.
لقد طلبت من صديقى أ. د. محمد زينهم، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة القاهرة، عمل تمثال لشامبليون واضعًا يده اليسرى على حجر رشيد، وبإصبع السبابة اليمنى معنفًا ولائمًا بارتولدى، الراكع أمامه يطلب المغفرة، وعلى قاعدة التمثال كلمات لشامبليون تقول: كيف تسىء إلىَّ بتمثال العار هذا، وأنا القائل: يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة؟!.
أشار البعض بتمثال لأحد ملوك مصر واضعًا قدمه على رأس نابليون بونابرت، رفضت. أشار آخر بتمثال لشامبليون واضعًا قدمه على رأس نابليون أو بارتولدى، أشار آخر بتمثال لنابليون في جزيرة سانت هيلانة.
أشار آخر بتمثال في مدخل كلية الآثار يمثل منظرًا مؤلمًا في باريس عند قوس النصر في الحرب العالمية الثانية، رفضت هذا كله قائلًا: الحضارة هي عدم إيذاء مشاعر الغير، غاية ما هناك أنى على استعداد لإهداء تمثال الدكتور محمد زينهم لكلية الآثار أو جامعة القاهرة.
ملحوظة: هذا التمثال تكلف عشرين ألفًا من الجنيهات، منذ خمس سنوات، رفض الدكتور زينهم أن يأخذ مليمًا واحدًا.
ماكانش العشم يا سيادة السفير علاء يوسف، إن إقدامهم من تراجعنا، لعلكم قرأتم عن السيدة الأيرلندية الشجاعة كاثرين ماك أنتير، التي أقامت قضية في المحكمة العليا بأيرلندا الشمالية تطالب بمنع تداول العهد القديم من الكتاب المقدس لأنه يسىء إلى الحضارة المصرية القديمة.
كتبت تحية لها في مقالتى بروزاليوسف، منذ خمسة عشر عامًا: سيدتى أنت أجنبية، ولكن عروقك كلها دماء حرة زكية مصرية، أما نحن ففى عروق البعض منّا ماء!.
نقلا عن المصري اليوم