محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركات في أعمال المجمع العام الثالث عشر لراهبات المحبة المرسلات الصغيرات.
وجه البابا لضيفاته كلمة استلها مشيرا إلى القديس لويجي أوريونيه الذي أسس هذه الجمعية الرهبانية، وطلب منها أن تجعل الأشخاص يختبرون "عناية الله وأمومة الكنيسة"، ولفت فرنسيس إلى أن تأدية هذه الرسالة تتطلب ثلاث ركائز أساسية: الاتحاد بيسوع، القرب من الأخوة والخدمة الناشطة.
فيما يتعلق بالاتحاد بيسوع، ذكّر البابا الراهبات بأن هذا الأمر ينبغي أن يكون ركيزة لكل نشاط، وهذا ما تحدث عنه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني كقيمة أساسية لجميع الرهبان والراهبات المدعوين إلى العيش على غرار التلامذة الأولين. والاتحاد مع الرب يتطلب أن نتبنى نمط عيشه، وأن نتركه يعمل بداخلنا وأن نستسلم له. وقد أدرك الأب المؤسس هذا الواقع عندما دعا إلى عيش حياة الله بداخلنا، فيضطرم الإيمان فينا ويشع من حولنا.
أما الركيزة الثانية فهي القرب من الأخوة، وفي هذا السياق لا بد أن نتذكر كلمات الرب القائل إن كل ما نفعله مع الأخوة نفعله معه هو، لأنه أصبح فقيراً وصغيراً في الفقراء والصغار. لذا لا بد أن يحرّك الراهبات الشعور بالحنان الوالدي، متمنياً أن تمتلئ بيوتهن بالدفء الوالدي. وهذا الواقع تطرق إليه أيضا الأب أوريونيه مصليا كي ينال الجميع الدفء والنور المتأتيين من الشعلة المتقدة في القلب.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن الركيزة الثالثة والأخيرة، ألا وهي الخدمة الناشطة، مذكراً بأن الأب المؤسس شجع الراهبات على العمل بجهد كبير. وطلب منهن أن يخدمن الفقراء والصغار والمتألمين، كما تفعل الأمهات برأفة وإبداع ومحبة، لافتا إلى أن الأم لا تستسلم أبدا أمام احتياجات أبنائها، وهي تجد دائماً الحلول إزاء المشاكل والأوضاع الصعبة.
في ختام كلمته أشار البابا إلى أن ضيفاته يطلقن عن أنفسهن تسمية "جمعية السامريات"، وقال: من هو "سامري" أكثر من الأم تجاه أبنائها؟ فهي ترى جراحهم وتستشعر به، تتوقف عندها وتداويها ثم تترك الأبناء يتابعون مسيرتهم. وحثّ فرنسيس الراهبات على عيش المحبة نفسها التي ميّزت القديس لويجي أوريونيه، كأمهات في المحبة.