إعداد/ ماجد كامل
يمثل العالم الفرنسي أميل شاسيناه ( 1868 - 1948 ) أهمية كبيرة في تاريخ الدراسات المصرية بصفة عامة و الدراسات القبطية بصفة خاصة . أما عن أميل شاسيناه نفسه ؛فاسمه بالكامل أميل جاستون شاسيناه Emile Gaston Chassinat . ولد في 5 مايو 1868 بمدينة باريس ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حيث عشق علم دراسة المصريات منذ طفولته متأثرا بالعالم الفرنسي الكبير جاستون ماسبيرو ( 1846- 1916 ) ( راجع مقالتي كاتب هذه السطور عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 4 يووليو 2018 ) . ولقد حصل علي دبلومة في الآثار المصرية من أحد المعاهد الفرنسية عام 1894 ؛ وعمل سكرتير تحرير مجلة تاريخ الاديان Secretary of the Journal of the History of Religions خلال الفترة من ( 1892- 1895 ) ؛
؛ ولقد عين أولا في القسم المصري بمتحف اللوفر Egyptian department of Louvre ؛
وفي خلال عام 1895 سافر إلي مصر حيث عمل في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية French Institute of Oriental Archeology (IFAO) بالقاهرة ؛ ثم أصبح مديرا director للمعهد خلال الفترة من (1899- 1912 ) . كما شارك أيضا في ترميم معبد أدفو Edfu خلال الفترة من ( 1897- 1918 ) كما شارك في اكتشاف مقبرة ابن الملك كيبوس tomb of the son of Pharoh Kheops خلال عام 1902 بأبو رواش Abu Rawash . كما شارك في أعمال الحفر في وادي الملوك Valley of the Kings ؛ ودير باويط Baouit Monastery ولم يقتصر اهتمامه علي المصريات فقط ؛ بل اكتشف برديات قبطية Coptic Medical Papyrus ولقد أصبح عضوا في المجمع العلمي المصري Member of the institute of Egypt خلال عام 1948 ؛ ولقد توفي في 26 مايو 1948 عن عمر يناهز 80 عاما قضاها كلها في العلم والبحث والدراسة .
ولقد أثري شاسيناه المكتبة المصرية والقبطية بحوالي ثلاثين كتابا ؛شملت حوالي 5000 صفحة من النصوص الهيروغليفية الغير منشورة unpublished hieroglyphic Texts ومن بين الكتب التي تمكنت من الوصول اليها في حدود معلوماتي وقدرتي علي الترجمة من اللغة الانجليزية نذكر :-
1- معبد أدفو the temple of Edfu
2- كتالوج الكتابات الهيروغليفية بالمعهد الفرنسي للاثار الشرقية Catalog of hieroglyphic signs of the French institute of Oriental Archeology
3- التنقيب في باويط Excavation at Baiout , printing Office of the French Institute of Oriental Archeology 1911
4- اربع كتب لمحادثات ورسائل شنودة the Fourth Book of Conversation and Epistles of Shenouti. Cairo the French Institute of Oriental Archeology 1911 .
5- التنقيب في مدينة الموتي باسيوط A search campaign in the necropolis of Assuit
6- البرديات الطبية القبطية A Coptic medical papyrus , 1921
7- معبد دندرة Temple of Dendara ,1934
8- مخطوطات القبطية السحرية THE Coptic Magic Manuscript ,the Egyptian Museum of Cairo ; printing Office of the French Institute of Oriental Archeology,1955
9- كتاب لحماية المركب الالهي 1894 THE Book to protect the Divine Boat
10- نصوص من معبد السيرابيوم Texts from the Memphis Serapeum Collection of works ,1899
11- العملات الذهبية من خلال الاساطير الهيروغليفة التي اكتشفت في مصر A Gold Coin with hieroglaphic found in Egypt , 1901
12- قصاصات من المخطوطات القبطية باللهجة الفيومية Fragments of Coptic Manuscripts in the Faymic Dialects bulletin of the French institute of oriental archeology ,1902
13- الصيدلية القبطية the Coptic Pharmaceutical Formulas ,Bulletin of the French institute of Oriental Archeology ,1950
ملحوظة هامة :-
هذا هو ما تمكنت من التوصل اليه من خلال معلوماتي ومعرفتي المحدودة باللغة الانجليزية ؛ ولكل من يريد أن يطلع علي القائمة الكاملة يمكنه الرجوع إلي :- CHASSIANAT –Emile – INHA(Institute national d historie de L art)
وعودة الي الحديث بشيء من التفصيل عن بردية شاشيناه ؛ويذكر عنها الأستاذ لطيف شاكر في مقال له بعنوان "الانتاج العلمي للاقباط قبل الغزو العربي " نشر في الحوار المتمدن بتاريخ 17 سبتمبر 2016 حيث قال " ومن أهم ما وصلنا من المخطوطات الطبية القبطية بردية شاسيناه " التي تمتاز بعلاج أمراض العيون ومداواة الخراجات وعلاج أمراض النساء والأطفال .وبردية شاسيناه المكتوبة بالقبطية في القرنين التاسع والعاشر الميلادي وجدت بالصعيد تحتوي علي 237 وصفة طبية لامراض العيون والجلد وأمراض النساء وصفاتها قبطية أصيلة تبعد عن الوصفات اليونانية والإسلامية " .
وفي مقال آخر للقس لوقا راضي بعنوان "أثر الاقباط في الحضارة الإنسانية " نشر علي موقع المسيحي الحر حيث قال " ومن أهم ما وصلنا من مخطوطات قبطية بردية شاسيناه التي تمتازبعلاج العيون ومداواة الخراجات وعلاج بعض أمراض النساء والاطفال وقد كان فيها كثير من الوصف لأمراض العيون وبعض قطرات والمساحيق منها قطرة قابضة لمنع النزيف " .
ولقد كتب الدكتور خليل مسيحة دراسة مستفيضة عن هذه البردية في أسبوع القبطيات السابع المنعقد في كنيسة العذراء بروض الفرج عام 1997 م – 1714 ش بعنوان "بردية شاسيناه في الطب القبطي " حيث يروي لنا قصة اكتشاف هذه البردية فيقول " في شتاء عام 1892 عثر بعض الفلاحين من جرجا في صعيد مصر قرب قرية المشايخ علي جرة مغلقة وبداخلها لفة بردي ؛ثم باعوها لرجل فرنسي أسمه بوريان ؛وهو كان أحد أعضاء المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ؛ وهذه البردية ما زالت محفوظة به حتي الآن . ويبلغ طولها 248 سم وعرضها 27 سم وبها 237 وصفة طبية .وهي مكتوبة باللغة القبطية اللهجة الصعيدية . وتاريخ هذه البردية يرجع إلي القرن التاسع/ العاشر الميلادي . وهي تحوي أسماء نباتات بالعربية ولكنها مكتوبة بالحروف القبطية ؛ وهي من النباتات التي كانت مستخدمة في العلاج في نهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر ؛وهذا يدل علي أن كاتب البردية كان يتقن اللغة العربية والقبطية وأن الناس كانت تعرف أسماء هذه المواد الطبية ........ والبردية تحوي كما كبيرا من المعلومات الطبية حيث يعالج الطبيب كاتب البردية مرضاه بتركيبات مختلفة ..... وألفاظ بعض الأدوية كتبت بالحروف القبطية لكن أصلها عربي ............. والبردية بها أنواع متعددةمن الأشربة والمراهم والمغليات والمنفقوعات . والبردية لها مسزة كبيرة إذ ذكرت لنا أسماء بعض أطباء القبط وعلاجاتهم . منهم طبيب العيون الشهير "ابا كيرلس " Apa Chrillus ؛ والقديس قلتة "انبا قلتة الطبيب Coltheos أبن والي مصر أيام الإحتلال الروماني وفي الوصفة (203 ) وهي لأمراض العيون يقول كاتب البردية أن مؤلفها هو الطبيب الشهير "يحنس " ووصفة (56) للعيون يقول عنها أن هذا العلاج أخرجه أحد الأطباء (ولم يذكر لنا أسمه ) من كتب الطب القديمة .والوصفة (105 )قال أنها منقولة عن كتب الطب اليوناني وهي نافعة للغاية ومكتوبة بالقبطية . ونقلت البردية وصفات عن الطبيب اليوناني الشهير جالينوس لعلاج المعدة ؛وهذه الوصفات ترجمها العرب من العربية لليونانية ثم كتبت بالقبطية .
ويعطي الباحث أمثلة لعقاقير نباتية ورد ذكرها في البردية مثل ( المر- الصمغ العربي- الصبر – المصطكي – الفحم – كلخ ........ الخ ) .( لمزيد من التفاصيل :- راجع المقالة المذكورة :- الصفحات من 123- 128 ) .
والجدير بالذكر أيضا أن للعالم الفرنسي الكبير اميل شاشسيناه فضل كبير في انقاذ مخطوطات دير الملاك ميخائيل الحامولي بالفيوم من الضياع ؛ فهو الذي أقنع الفلاحون المكتشفون للمخطوطات بضرورة إرسال هذه المخطوطات إلي باريس لدراستها والتعرف علي قيمتها وثمنها ( لمعرفة القصة بالكامل الرجوع إلي مقال للدكتور إبراهيم ساويرس مدرس الأدب القبطي بجامعة سوهاج بمجلة الكرازة بعنوان "مخطوطات الحامولي " نشر بتاريخ 27 نوفمبر 2015 )
بعض مراجع وأسانيد المقالة :-
Aziz .S .Atyia ;- Chassinat Emile Gaston , Clermont Graduate University- 1
2- د. خليل مسيحة جرجس :- أسبوع القبطيات السابع ؛ كنيسة العذراء روض الفرج 1997- 1714 ؛ الصفحات من 123- 128 .
3- د .خليل مسيحة جرجس :- الطب والعلوم في العصر القبطي ؛موسوعة من تراث القبط ؛المجلد الرابع ؛دار القديس يوحنا الحبيب للنشر ؛الطبعة الأولي ؛2004 .
4- لطيف شاكر :- الانتاج العلمي للاقباط قبل الغزو العربي :- مقالة علي شبكة الحوار المتمدن بتاريخ 17 سبتمبر 2016 .
5- القس لوقا راضي :- اثر الاقباط في الحضارة الانسانية ؛مقالة علي موقع صوت المسيحي الحر
6- بوابة الحركات الاسامية : - إسهامات الاقباط المجهولة في الحضارة الإنسانية ريبورتاج بتاريخ 16 سبتمبر 2015 .
7- Emile Chassiant – Wikipedia - موقع علي شبكة الانترنت .
8- Chassiant ,Emile 1868- 1948 {World Cat Identities } – موقع علي شبكة الانترنت .
9- Chassiant ,Emile – INHA – موقع علي شبكة الأنترنت .
10- MMAF 23 Le temple d Edfou - موقع علي شبكة الأنترنت .
11- Emile Chassiant (1869- 1948) Data BNF - موقع علي شبكة الأنترنت .
12 - شكر خاص للاستاذة نرمين نبيل مساعدة أمين مكتبة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية سابقا ( حاليا بالمكتبة الوطنية بباريس ) لتفضلها بإمدادي ببعض المعلومات والمواد العلمية والصور الفوتغرافية عن العالم الفرنسي الكبير .