حمدى عبد العزيز
فى أجيال الستينيات السبعينيات العظيم كان لاعب الكرة يتحدث عن أعمال يوسف إدريس ونجيب محفوظ وعن طه حسين  ..

بينما حدث أمس فى مباراة كرة قدم من الدورى المصرى  أن شاهدنا جميعاً لاعب كرة قدم يؤدى التحية على طريقة (هاى هتلر) كنوع من الاحتفال بإحرازه هدف فى مرمى الفريق المنافس والغريب أن المنظمين  منحوه بعد انتهاء المباراة جائزة رجل المباراة ولم يمنحهم عدم احترامهم لقيمة الجائزة التى يقدمونها فرصة التدقيق فى هذا المشهد (الذى يستحق العقاب لاالتحفيز) ووضعه فى الاعتبار (كاعتبار اخلاقى على الأقل) عند تحديد من سيفوز بالجائزة  ..  

أنا على يقين أو أكاد أن أجزم بأن اللاعب لايعرف شيئاً عن النازية أو غيرها وأنه سلك هذا المسلك كنوع من أنواع التقليد الأعمى لأحد التقاليع التى لايعرف مغزاها بالضبط كما يرتدى الكثر من الشباب التيشرتات المدون عليها بعض العبارات باللغات الأجنبية دونما معرفة بمعانيها أو بماتحوى بعض الملابس من رموز منقوشة من دلالات فالمهم فى الكثير من السلوكيات التى تغمرها ثقافة التفاهة أصبح أن تكون من أصحاب التيرند اللامع أومن ذوي البراندات البراقة ..

لذلك فاللاعب يستحق الشفقة والأمر برمته يدعو للتحسر لأن مثل هذا اللاعب وبقية جيله من ضحايا ثقافة التفاهة والترندات السطحية ونظام تعليم تقوده السناتر الخاصة لاالمدرسة

 بالإضافة إلى أن الأندية لم يعد يسمح لها (بفعل هيمنة الأجهزة الأمنية الغشيمة الأفق) بتضمن أى أنشطة ثقافية ولو على هامش الأنشطة الرياضية ، وهو مالايسمح على الإطلاق بفرص التعلم الإنسانى الحقيقية أويخلق وعيا إنسانياً سالماً من أمراض السطحية والتفاهة  ..

ملحوظة
وحتى لايفهم أحد أننى كتبت هذا المنشور تعبيراً عن انحياز كروى ما  .. فالمفارقة تكمن فى أن الواقعة المذكورة بطلها لاعب فى الفريق الذى اشجعه وابتهج لفوزه إن فاز وصفقت للفريق لحظة إحراز الهدف لكن طريقة احتفال اللاعب أفسدت فرحتى بالهدف وبفوز الفريق ، وعليه فقد أصبحت كمشجع للفريق فى حاجة لخروج النادى بتفسير العامة  وإجراء تربوى نحو اللاعب نفسه  وهكذا فالمسألة كمايتضح  لاعلاقة لها بالثنائية المصرية الخالدة (أهلاوى وزملكاوى)