الأنبا موسى
أخى الحبيب، أختى المباركة...
إنها أيام الامتحانات التي فيها يشعر سواء الطالب أو الوالدان بالحاجة إلى معونة الرب، ولا شك أننا نشعر بمشاعر وأفكار مختلفة في هذه الفترة.
- فقد أشعر بأننى أخطأت كثيرًا إلى الرب طول العام.. فهل جاء يوم الحساب؟
- يستحيل فالرب أكبر من ذلك وأحن جدًا ويعاملنا كأبناء لا كعبيد!.
- هل أستحق النجاح الذي أريده؟ وبنفس التقدير المطلوب؟
- وهل يحبنى الرب.. وسيساعدنى في الامتحانات؟
- أريد أن أكون قريبًا من ربنا حتى يبارك امتحاناتى.. أليس كذلك.. إلخ من الأفكار التي تراودنا في هذا الوقت من كل عام.
- وقد اشعر أن الزمام قد أفلت حيث إننى قصرت في استيعاب دروسى طوال العام.. فهل أفشل؟ يستحيل! لأن «الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح» (2 تيموثاوس 7:1). فلنقدم له القليل وسوف يبارك!، قطعًا يبارك!.
وقد أشعر بالخوف من النتيجة النهائية.. وماذا سيكون موقفى أمام نفسى، وأمام الأسرة، وأمام الأصدقاء؟.
ولكن ألم يعدنا الرب قائلًا: «أنا معكم كل الأيام» (متى 20:28)، أليس هو الله المحب، «والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج» (يو 18:4).
المستقبل في يد الرب فلأقم بواجبى وأترك له النتيجة.. وهو قطعًا صانع الخيرات.
أبنائى الأحباء: تعالوا نلتزم بأمور هامة:
أولًا: روشتة الامتحانات:
- نظم وقتك جاعلًا فترة المذاكرة في أكثر أوقاتك نشاطًا.
- أعط جسمك راحة كافية فلا تنم أقل من 8 ساعات يوميًا.
- أبعد عن الوجبات الدسمة، ويفضل النوم لفترة بعد الغذاء لتجديد النشاط.
- تجنب السهر الزائد، فسهر ليلة يجعلك خاملا طوال اليوم التالى.
- لا تكثر من المنبهات كالشاى والقهوة، وإياك والحبوب المنبهة.
- اقطع مذاكرتك بصلوات قصيرة قلبية حارة.
- قلل من استخدام قنوات التواصل الاجتماعى، ومشاهدة التليفزيون، وخاصة الأعمال الروائية مثل الأفلام والمسلسلات فهى تشتت الذاكرة.
- المذاكرة الجماعية لا تفيد إلا في حالات نادرة.
- تعوّد أن تلخص ما تذاكره كتابة.
- إذا وضعت جدولا للمذاكرة فلا تحمّل نفسك ما لا تطيق.
- عندما تبدأ في دراسة إحدى المواد لا تضع على مكتبك أي كتب أو أوراق خاصة بالمواد الأخرى حتى تحتفظ بتركيزك.
- كلما شعرت بالملل، قف وتمشّ داخل الغرفة، ثم قدم صلاة قصيرة، وعد إلى المذاكرة.
- اجعل مراجعتك النهائية هي إجابة الامتحانات السابقة.
- لا تتوقف كثيرًا عند تفاصيل الموضوعات ليلة الامتحان.
- كلما بذلت جهدًا أكثر ازدادت بركة الله لك.
ثانيًا: قبل الامتحان:
- نظم الوقت الباقى ليحقق الأهداف التالية:
أ- استيعاب ما لم أدرسه.
ب- مراجعة للمنهج كله.
ج- إجابة أسئلة امتحانات وحل تمرينات ومسائل مناسبة.
- النظام يعطى إنتاجًا طيبًا، حيث لا تشعر بالتشتت وثقل الحمل، بل تعطى كل يوم نصيبه من الجهد والاهتمام، دون أن تخور تحت الحمل.
- الجدول المناسب والعملى شىء هام في هذا الصدد.
- حافظ على هدوئك الروحى من خلال علاقة حية مع الرب في صلوات منتظمة، وثق أن هذا افتداء للوقت، فالسلام النفسى طريقك إلى الإنتاج المتقن.
- اهتم بتنظيم مواعيد الطعام والنوم، وخذ القدر الكافى من كليهما.
ثالثًا: أثناء الامتحان:
- لا تتحدث كثيرًا مع زملائك وأنت خارج اللجنة، بل استشعر حضور إلهنا ليستقر سلامه في قلبك.
- صلّ في هدوء قبل قراءة ورقة الأسئلة، وكل سؤال اقرأه أكثر من مرة فتعرف:
- المطلوب بالضبط في جملة الأسئلة وكل سؤال.
- الأسئلة التي ستختارها للإجابة عنها.
- قد تشعر في بداية الامتحان أنك قد نسيت كل ما ذاكرته.. لا تخف، هذا شعور طبيعى، أعط نفسك وقتًا، ثم كرر قراءة الأسئلة وستجد المعلومات تدريجيًا.
- محاولة الغش يرفضها الله، ويرفضها القانون، فاحذر أن تعتمد عليها أو تلجأ إليها، حتى لا يرفض الله معاونتك.
- راجع إجابتك ولا تخرج قبل انتهاء الوقت حتى لا تندم.
- متى شعرت أنك قد وضعت كل ما عندك في ورقة الإجابة استرخ قليلًا ثم عد إلى قراءة ما تبقى، فسوف تجد حتمًا شيئًا تستطيع أن تضيفه، وتذكر دائمًا أن الله يبارك عملك.
رابعًا: بعد الامتحان:
- سلم كل ما قدمته من مجهود وإجابات للرب، الذي يحبك ويدبر لك ما هو صالح.
- في البيت.. راجع إجابتك بسرعة ودون تضييع وقت أو انفعال يفسد عليك مجهودك للامتحان التالى.
- احذر أن تتصور أن تفكيرك وأشواقك وتطلعاتك هي ما يسعدك.. فالسعادة الحقيقية هي في الله، أما أمور الأرض، فهى مهما علت أو تعاظمت تراب.. تراب صدقنى. فلتكن لك النفس الهادئة المستقرة في الله، وليدبر الرب أمر الغد «يكفى ا ليوم شره» (متى 34:6). والرب معك وهو سر نجاحك الوحيد، وتذكر دائمًا قول الكتاب: «وكان الرب مع يوسف فكان رجلًا ناجحًا» (تكوين2:39).
نقلا عن المصري اليوم