Oliver كتبها
- الذين لا يعرفون المسيح يؤمنون بآلهة كثيرة.ليس فى صفاتها الإتضاع و الوداعة و محبة البشر.إله بعيد لا يتمنون أن يكونوا معه.أما نحن المسيحيون فقط نؤمن بالله الذى صار إنساناً.الله الذى يهرب و يتعب و يتألم و يبكى و يجوع و يعطش.إلهنا نحن و ليس سواه يقبل الآلام و الجلد والموت لكى يخلصنا.لا نؤمن بإله منعزل عن البشر لأن إلهنا حين صار فى الجسد شاركنا فى كل أمور حياتنا حلوها و مرها ما عدا الخطية.فى كل مرحلة يثبت المسيح ناسوته كما يظهرلاهوته.مجمل ألأمر أن قبول المسيح إلهاً يعنى قبوله و هو متخلى عن مجده و قبوله فى كامل مجده.
- من لا يقبل أن المسيح يهرب من الشر كيف سيقبل أن المسيح مات لأجل البشر.
- لم يكن هروب المسيح من هيرودس هو الهروب الوحيد.فقد كان المسيح يهرب من كل المعارك الهامشية الجانبية .عين المسيح كانت على المعركة الأهم على الصليب ضد الموت و الخطية و الشيطان هذه سماها (الساعة) .لذلك كلما أراد أحد أن يستدرج المسيح إلى معركة جانبية كان يتجنبها قائلا لم تأت ساعتي(معركتى الأهم) بعد. كانت هذه هى الساعة التى من أجلها جاء إبن الإنسان مر14: 41.مت26: 45.
- المعارك الهامشية كانت كثيرة و من جميعها هرب المسيح.حين أرادوا أن يطرحوه من حافة الجبل جاز فى وسطهم و مضى لو4: 30. حين أرادوا أن يجعلوه ملكاً إنصرف عنهم يو6: 15.و حين أرادوا أن يرجموه فى الهيكل إجتاز فى وسطهم و مضى يو8: 59.فى أورشليم بعدما دخلها كملك.لم يؤمنوا به فمضى و إختفى عنهم منتظرا المعركة االأهم على الصليب يو12: 36. المسيح لم ينشغل بالمعارك الجانبية.
- لو قاوم المسيح هيرودس الملك فى صباه كان سيتمجد.سيخشاه الجميع.لن يتجرأ عليه أحد فيما بعد.فهل للمجد قدام هيرودس جاء؟ أم لمجد الآب الذى أرسله ليخلص العالم؟لذلك إرتبطت ساعة الصليب بالمجد الحقيقي.هذه هى الساعة التى دائما يصفها بأنها ساعة المجد.كان دوماً يربط مجده بمجد الآب مت16: 27 لو9: 26 يو1: 14 يو7: 18 يو5: 41 . و دوماً يؤجل المجد إلى الصليب ثم القيامة.يو12: 23 و 28 , يو14: 13,يو7: 39إن المجد هو فى الإنتصار فى المعركة الفاصلة و ليس فى المعارك الجانبية.
-الصغار هم وحدهم الذين يختار لهم الناس معاركهم أما الأقوياء فيعرفون و يقررون بأنفسهم أى المعارك تستحق الجهاد و يتجنبون ما عدا ذلك.و قد عرفنا المسيح قوياً يختار بنفسه و يقرر.هو يتقلد سيفه على فخذه بجلاله يقتحم أى يبدأ بالهجوم على مملكة الشر لأنه يعرف هدفه.مز45: 3. لا يستدرجه أحد أو يدفعه لحرب لم يقررها بنفسه.لا يخضع لإستفزاز الناس و لا للوقيعة .
-لهذا تعمد الروح القدس أن يذكر فى الوحى الأمر ليوسف البار أن يأخذ الطفل و أمه و(يهرب) إلى مصر.من أجل إنتظار توقيت تنفيذ خطة خلاصنا هرب. كل المحاولات لقتل المسيح على غير إرادته فاشلة. هروبه ليس ضعفاً بل كشفاَ لرسالته.