اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد معلمنا القديس مار توما الرسول (٢٦ بشنس) ٣ يونيو ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم استشهد معلمنا القديس مار توما الرسول الذي يقال له التوأم ولد هذا القديس في إقليم الجليل ودعاه ربنا يسوع المسيح له كل المجد إلى شرف التلمذة فلبي الدعوة وتبعه ورافقه مع بقية التلاميذ، ورأي آياته واستمع إلى تعاليمه الإلهية.. والمرات التي ذكر فيها اسمه في الإنجيل تظهر لنا حبه وغيرته لسيده لما عزم الرب يسوع على الذهاب إلى بيت عنيا ليقيم لعازر، اعترضه الرسل بقولهم "يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضًا وأما توما فالتفت إليهم وقال بلهجة المحب الوفي لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه " (11: 8-16) ومرة ثانية وفيما كان الرب يسوع يتكلم في ليلة العشاء الأخير عن ارتحاله عنهم فقال له توما "يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق..

فأجابه الرب أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 14: 1-6) واشتهر توما بموقفه من قيامة الرب من بين الأموات. فلما أظهر الرب يسوع ذاته مساء أحد القيامة لم يكن توما معهم ولما أخبره بقية التلاميذ بهذا الظهور قال لهم: "أن لم أبصر في يديه أثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن".

وفي الأحد التالي أظهر الرب ذاته إلى تلاميذه في العلية ومعهم توما وعاتبه الرب عتابًا لطيفًا، وألزمه أن يضع إصبعه في أثر المسامير ويضع يده في جنبه فذاب توما خجلًا، ومن فرط اليقين صرخ "ربي والهي" فقال له يسوع "لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبي للذين امنوا ولم يروا"

وبعد حلول الروح القدس علي التلاميذ في علية صهيون وتفرقهم في جهات المسكونة ليكرزوا ببشارة الإنجيل انطلق هذا الرسول إلى بلاد الهند وهناك اشتغل كعبد عند أحد أصدقاء الملك ويدعي لوقيوس الذي أخذه إلى الملك فاستعلم منه عن صناعته فقال: أنا بناء ونجار وطبيب وبعد أيام وهو في القصر صار يبشر من فيه حتى آمنت امرأة لوقيوس وجماعة من أهل بيته.

ثم سأله الملك عن الصناعات التي قام بها فأجابه: "ان القصور التي بنيتها هي النفوس التي صارت محلا لملك المجد، والنجارة التي قمت بها هي الأناجيل التي تقطع أشواك الخطية، والطب والأدوية هي أسرار الله المقدسة تشفي من سموم عدو الخير. فغضب الملك من ذلك وعذبه كثيرا وربطه بين أربعة أوتاد وسلخ جلده ودلكها بملح وجير والرسول صابر ورأت ذلك امرأة لوقيوس، فسقطت من كوي بيتها وأسلمت روحها وأما توما فقد شفاه الرب من جراحاته فأتاه لوقيوس وهو حزين علي زوجته وقال له: "ان أقمت زوجتي آمنت بإلهك " فدخل إليها توما الرسول وقال: "يا أرسابونا قومي باسم السيد المسيح " فنهضت لوقتها وسجدت للقديس. فلما رأي زوجها ذلك آمن ومعه كثيرون من أهل المدينة بالسيد المسيح فعمدهم الرسول. وجرف أيضا البحر شجرة كبيرة لم يستطع أحد رفعها فاستأذن القديس توما الملك في رفعها. والسماح له ببناء كنيسة من خشبها فسمح له فرسم عليها الرسول علامة الصليب ورفعها وبعد أن بني الكنيسة رسم لها أسقفا وكهنة وثبتهم

ثم تركهم ومضي إلى مدينة تسمي قنطورة فوجد بها شيخا يبكي بحرارة لان الملك قتل أولاده الستة. فصلي عليهم القديس فأقامهم الرب بصلاته فصعب هذا علي كهنة الأصنام وأرادوا رجمه فرفع واحد الحجر ليرجمه فيبست يده فرسم القديس عليها علامة الصليب  فعادت صحيحة فآمنوا جميعهم بالرب يسوع ثم مضي إلى مدينة بركيناس وغيرها. ونادي فيها باسم السيد المسيح فسمع به الملك فأودعه السجن ولما وجده يعلم المحبوسين طريق الله أخرجه وعذبه بمختلف أنواع العذاب وأخيرا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة ودفن في مليبار ثم نقل جسده إلى الرها.

بركه صلاته تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائما ابديا آمين...
المسيح قام من بين الأموات...
خرستوس انيستي  اكنكرون...