اعدها لكم : مجدى سعدالله
اليوم الرابع والعشرون من شهر بشنس المبارك
✝️ في هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بعيد دخول السيد المسيح أرض مصر مع أمه العذراء مريم والقديس يوسف البار، الذي ظهر له ملاك الرب قائلاً: " قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه " (مت 2: 13).
✝️ وكان الغرض من الهروب حماية الطفل من بطش هيرودس ولابد أنهم قد مروا بالعريش ثم بلدة " الفرما " في سيناء ومنها إلى " تل بسطة " بالقرب من الزقازيق،
✝️ فسقطت الأوثان مما أغضب كهنة المصريين فأساءوا معاملة العائلة المقدسة. وبالقرب من هناك استراحوا تحت شجرة حيث فجر الطفل نبعاً صار شفاءً لكل مرض وسمى هذا الموضع " بالمحمَّة "
✝️. لأن فيه استحم السيد المسيح من النبع، وقد توقفت فيه العائلة المقدسة ثانية عند رجوعها إلى فلسطين ومن المحمَّة ذهبوا إلى :
✝️ " بلبيس " واستراحوا تحت شجرة سُميت بشجرة العذراء، وقد ذُكِرَ أن جنود " نابليون بونابرت " أرادوا قطع تلك الشجرة لاستعمالها كوقود، وبمجرد البدء في ذلك الأمر سال منها دم، فخافوا.
✝️ ومن " بلبيس " سارت العائلة المقدسة إلى " منية جناح " ثم إلى " سمنود " حيث عبروا إلى الشاطىء الغربي وأتوا إلى سخا، وهناك ترك الطفل أثراً لكعب قدمه فسُميَ المكان
" كعب يسوع ".
✝️ ومن هناك اجتازوا إلى وادي النطرون حيث تبارك المكان بالعائلة المقدسة فصار بركة للكنيسة كلها لكثرة الأديرة فيه.
✝️. اتجهوا إلى عين شمس واستراحوا تحت " شجرة العذراء مريم " وانفجر نبع شربوا منه وغسلوا ملابس الطفل، وماء الغسيل أنبت نبات " البلسان " وهي الآن المطرية،
✝️ بعد ذلك انتقلوا إلى " بابليون " بمصر القديمة وأقاموا في كهف مغارة كنيسة أبى سرجة الحالية. سمع حاكم المدينة بهم فتعقبهم ليتخلص ممن أسقط الأصنام، فتركوا المكان
✝️ وركبوا مركباً بالقرب من المعادى واتجهوا إلى البهنسا حيث مكثوا خمسة أيام. اتجهوا بعدها إلى " جبل الطير " شرقي سمالوط،
✝️ ويُروى أن صخرة ضخمة كانت على وشك السقوط من الجبل على قارب العائلة، ولكن الطفل وضع يده على الصخرة وترك أثر كفه عليها فمنعها من السقوط وسُميت " منطقة جبل الكف "، حيث بنت الملكة هيلانة كنيسة باسم السيدة العذراء عُرفت باسم كنيسة " سيدة الكف ".
✝️ من هناك رحلوا إلى
" الأشمونين " قرب ملوي، وتوجد الآن بئر السحابة في أنصنا وكوم ماريا بدير أبو حنس التابعة لملوي، ومكثوا فترة فسقطت الأصنام فثار كهنة الأصنام.
✝️ رحلوا بعدها إلى قرية قرب
" ديروط " ثم " القوصية " والتي كانت تسمى " قسقام "، وهناك عوملوا بشدة وقسوة وطُردوا منها بعد سقوط أصنامها.
✝️ هربوا إلى " مير " ثم التجأوا إلى " جبل قسقام " وأقاموا ستة أشهر وعشرة أيام في المكان المعروف بالدير المحرق حيث بنى أول مذبح على الحجر الذي كان يجلس عليه السيد المسيح.
✝️ ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم قائلاً " قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبي " (مت 2: 20، 21).
✝️ وهكذا تمت نبوة هوشع القائلة: " من مصر دعوت ابني " (هو 11: 1). وفي طريق العودة نزلوا في المغارة التي هي كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة، ثم المطرية، ثم المحمَّة، ومنها إلى أرض إسرائيل.
✝️ وقد ربحت مصر الكثير من هذه الزيارة المباركة حيث سقطت أصنامها وتحقق قول النبي:
" هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها " (إش 19: 1).
✝️ وكما أن السيد بارك مصر بأن أقيم فيها مذبح للرب في وسط أرض مصر وهو مذبح الدير المحرق الأثري،
✝️ فتحقق بذلك قول النبي: " في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر " (إش 19: 19، 20). كما قال " مبارك شعبي مصر " (إش 19: 5).
بركة هذا العيد المجيد فلتكن معنا. آمين.
اعدها لكم : مجدى سعدالله