ياسر أيوب
لم أجد وصفا لما جرى فى نهاية منافسات كأس العالم للخماسى الحديث أمس الأول فى تركيا أفضل مما كتبه أوكرت دو فيليرز عبر موقع اللجنة الأوليمبية الدولية.. وقال أوكرت إن مشهد النهاية كان دراميا ومثيرا جدا والجميع يراقبون بطلين فى سباق الجرى يقتربان من خط النهاية.. المصرى مهند شعبان الذى خاض هذه المنافسة أمام الإنجليزى جو تشونج بطل أوروبا فى 2019 وبطل العالم 2022 وصاحب ميدالية الذهب فى دورة طوكيو الأوليمبية الماضية.
وفى اللحظات الأخيرة نجح المصرى فى الوصول لخط النهاية، بينما سقط جو على الأرض منهكا ومهزوما.. وكان الفوز بهذا السباق يعنى حصول مهند شعبان على الميدالية الذهبية لكأس العالم فى تركيا.. والأهم من ميدالية الذهب كان تأهل مهند شعبان رسميا لدورة باريس الأوليمبية العام المقبل كأول لاعب فى الخماسى الحديث يصل إلى باريس مثلما أصبحت الإيطالية إيلينا ميكيلى أول لاعبة تتأهل أيضا لباريس.
وسبق أن فازت إيلينا ببطولة العالم العام قبل الماضى وكان من المتوقع فوزها فى تركيا لتنال بطاقة التأهل لباريس.. وكان من المفترض أن يرافقها لباريس جو تشونج لكن المصرى مهند كان له رأى آخر.. ومن بين 72 لاعبا خماسيا حديثا من مختلف بلدان العالم سافروا كلهم إلى تركيا وكثيرون منهم يحلمون بالذهب والتأهل الفرنسى.. جاء المصرى من بعيد ليخطف الذهب من الجميع ويصبح أول من يستعد للمشاركة فى باريس.. ولم يكن أوكرت وحده الذى أشاد بما حققه مهند شعبان، إنما كانوا كثيرين كتبوا واحترموا وأكدوا إعجابهم وتقديرهم بالبطل المصرى وإرادته وإصراره.. وكان جميلا أن يقف مهند شعبان بعد تحقيق هذا الإنجاز ليؤكد أن ما جرى أمس الأول فى العاصمة التركية أنقره لم يكن انتصاره إنما هو انتصار لأسرة الخماسى الحديث فى مصر برئاسة شريف العريان، رئيس الاتحاد المصرى.. ولم يشكر مهند رئيس الاتحاد وزملاءه فى المنتخب المصرى فقط إنما وجه الشكر والامتنان لكل من دربه وكل من ساعده وكل من قدم له نصيحة.. سلوك توقعته من البطل المصرى الذى كتبت عنه كثيرا من قبل.
كتبت عنه حين شارك فى بطولة كأس العالم التى استضافتها القاهرة منذ عامين.. ولم يفز فيها مهند بأى ميدالية واكتفى بالمركز الرابع.. وكان من الممكن أن يبرر مهند عدم الفوز فى بطولة استضافتها بلاده بأنه تعرض لظلم واضطهاد أو أنه شارك وهو مصاب أو أن اتحاد اللعبة لم يدعمه ولم يسانده أو أى من الأسباب التى اعتاد أن يلجأ إليها من لا يفوزون.. لكن بمنتهى الشجاعة والرقى قال مهند إنه لم يفز لأنه أخطأ وهو وحده المسؤول عن خسارته.. ووعد مهند الجميع بتلافى أخطائه وإصلاحها.. وبالفعل التزم مهند بهذا الوعد وفاز فى إبريل الماضى أيضا بميدالية ذهبية.. وكتبت وقتها أشكر مهند لأنه نفذ الوعد وأصلح الأخطاء وأحال المركز الرابع إلى ميدالية الذهب ليصبح بطلا رياضيا تستحقه مصر مثلما يعتز هو بمصريته.
نقلا عن المصرى اليوم