اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحه قداسة البابا ميخائيل الثاني الـ٦٨ (٣٠ بشنس) ٧ يونيو ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم من سنة 818 ش. (25 مايو سنة 1102 م.) تنيح الأب القديس البابا ميخائيل الثانى الثامن والستون من باباوات الكرازة المرقسية بعد نياحة قداسه البابا كيرلس الثاني، قام أقباط الإسكندرية بالبحث عمن يصلح خلفًا له فاجتمع أراخنتهم وكبار الكهنة ليتدبروا الأمر وتوجهوا إلى برية شيهات إلى دير أبي مقار حيث سمعوا عن راهب حبيس يدعى القس ميخائيل وقد كان عالمًا فاضلًا تأدب بكتب الكنيسة منذ صغره وحفظ أكثرها فاشتاقت نفسه الطاهرة إلى التعبد لله فخرج إلى البرية وترهب بدير القديس مقاريوس وبعد عدة سنين رسم قسا ثم خرج إلى ناحية سنجار وحبس نفسه في مغارة هناك أكثر من عشرين سنة وهو يجاهد جهادا عظيما حتى ذاعت فضائله فوقع عليه الاختيار للكرسي البطريركي فاعتذر ميخائيل لمن وصل إليه ناقلًا له رغبة الآباء، مؤكدًا له عدم استحقاقه. ولما علم أنهم سيحملونه قسرًا وعنوة نزل معهم، وسار الجميع إلى الإسكندرية

وتمت مراسيم السيامة سنة 1092 م.، فتوجه بعدها البابا الجديد إلى دير أنبا مقار ليستمد العون الإلهي في خدمته الجديدة، ثم عاد إلى القاهرة متخذًا كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل على جزيرة النيل مقرًا له. بعد أن أقر بالإيمان المستقيم وتعهد بان يفتقد إكليروس الإسكندرية وكنائسها بنوع خاص
وان يجتنب السيمونية

وأن يتعهد بدفع راتب لوكيل الكرازة المرقسية بالإسكندرية
و ان يرد لأساقفة بعض الكراسي ما اغتصبه بعض البطاركة السابقين من إيبارشياتهم، سواء من جهة الإيراد أو بعض الكنائس، وضربوا له مثلًا ما استولى عليه البابا خريستوزولوس من كنائس السيدة العذراء المعلقة وأبو سيفين والعذراء بحارة الروم، ومن أسقفية أوسيم والجيزة كنيسة ميخائيل بجزيرة الروضة ومن كرسي طموه دير الشمع ودير الفخار (دير أبو سيفين الآن) وغيرها..

فوافقهم القس ميخائيل السنجاري -المرشح للبطريركية على ذلك- وكتب لهم بخطه ما يفيد ذلك.

وسار في البطريركية السيرة الصالحة العفيفة لم يقتن درهما ولا دينارا وما كان يحصل عليه من أموال الأديرة المقررة له كان يقتات منه باليسير والجزء الأكبر كان يصرفه في إطعام الفقراء والمساكين كما كان يقوم بسداد الضرائب عن العاجزين عن أدائها وقد جدد من ماله أوان وكتبا كثيرة للكنائس وكان مداوما علي وعظ الشعب وتعليمه ولما أكمل سعيه أسلم روحه بيد الرب الذي أحبه وكانت جملة حياته في البطريركية تسع سنين وسبعة أشهر وسبعة عشر يوما.
بركه صلاته تكون معنا آمين...
ولالهنا المجد دائما ابديا امين...