صبري غنيم
- مقالى الأسبوع الماضى تناول قضية الآباء أصحاب الضمائر الميتة الذين يضاعفون عدد أبنائهم إرضاء لنزواتهم فيساهمون فى الانفجار السكانى بزيادة النسل، وعندما تضيق بهم الحياة يهربون من مسؤوليتهم، تاركين أطفالهم عبئا على الدولة، وتصبح الأم هى وحدها المسؤولة عن المعيشة وتربية الأولاد فى غياب الأب، وفى معظم الحالات يتخلف الأبناء عن التعليم، وهذا هو السبب فى زيادة حجم الأمية فى مصر.
- أحيانا يصبح هؤلاء الأطفال هم أدوات الرزق الوحيدة للأم عندما تلحقهم بالحرف المهنية مثل ميكانيكا السيارات أو قيادة التوك توك، المهم أن يأتوا لها آخر اليوم بعائد يغطى احتياجاتها كأسرة.
هنا أقترح على الزميل الكاتب الصحفى ضياء رشوان، أمين عام الحوار الوطنى، أن يطلب من المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية إحصائية بعدد أطفال الشوارع للتأكد من أن معظم هؤلاء الأطفال لم يروا آباءهم، ولذلك لابد من معاقبة هؤلاء الآباء الذين ماتت ضمائرهم وأداروا ظهورهم لأطفالهم حتى أصبح عندنا جيل من المشردين وكلها تشوهات فى المجتمع سببها الآباء أصحاب الضمائر الميتة.
مع أن مجتمعنا فيه صور مشرفة لآباء يواصلون النهار بالليل ويعملون أكثر من ٨ ساعات يوميا من أجل توفير حياة كريمة لأسرهم. هؤلاء الآباء يستحقون تقدير المجتمع لهم.
- تحت يدى قصة أب بلغ من العمر ستين عامًا وأعلن استعداده للتنازل عن إحدى كليتيه لابنه مصطفى عبدالناصر عبدالرحيم، الذى يعانى من الفشل الكلوى.. هذه هى شهامة الأب المصرى التى نريدها فى كل من لا يحدد نسله.
- وبهذه المناسبة تلقيت رسالة من قارئ لـ«المصرى اليوم» الأستاذ مدحت سليمان يستحلفنى بألا أترك هذه القضية لأنها قضية بلد.
- المفروض أن نحاسب كل من مات ضميره وساهم فى زيادة النسل فى الوقت الذى يحتاج فيه الأطفال لرعاية الأب الذى يهرب من مسؤوليته.
ويصبح العبء كله على الأم التى تواجه أعباء الحياة بمفردها، فكم من الأمهات المثاليات تعبن مع أولادهن فأنجبت هذه الأم الطبيب والمدرس والعالم، وللأسف كل هذا يحدث فى غياب الأب عن أسرته.. ألا يستحق مثل هذا الأب وغيره أن تحاسبه الدولة على إدارة ظهره لأطفاله.. فوجود عقاب سيقضى على هذه الظاهرة التى تشوه مجتمعنا وعلى الأقل تشعر الأم بأن الدولة تساندها فى مواجهتها لأعباء المعيشة.
- صحيح الدولة تعمل على توفير حياة كريمة لمثل هذه الأسر ولكن الصورة تكتمل بوجود الأب بين أسرته على الأقل ليحد من ظاهرة الانحراف وقد يكون مثلًا أعلى لأبنائه.
- إن محاربة هذه الظاهرة أصبح مهما جدا لأننا لا نستطيع أن نحدد النسل بقانون.
- وعلى الإعلام مهمة كبيرة فى محاربة الزيادة السكانية، لابد من تناول القصص المشرفة فى مجتمعنا، خاصة عن دور الأم التى تعمل فى أكثر من عمل لتوفير حياة كريمة لأولادها.. إن تناول الصور المشرفة للأمهات الفضليات اللائى يعددن أولادهن إعدادًا صالحا مهم جدا، على الأقل مطلوب من الإعلام أن ينبذ الحالات المتخلفة مثل الأم التى تشجع على تشرد أطفالها فى الشوارع.
فالصور المشرفة للأم المصرية نجدها دائما فى احتفالات وزارة التضامن الاجتماعى بالأم المثالية، فالوزارة تجمع الأمهات ذات التجارب المشرفة فى تربية أولادهن وتقيم احتفالا سنويا فى عيد الأم لكل الأمهات المثاليات أصحاب العطاء المشرف.
- عن نفسى أحنى رأسى لكل أم اهتمت بتعليم أطفالها وصنعت منهم رجالًا صالحين للمجتمع، وما أكثر هؤلاء الأمهات.
- والشهادة لله أن هذه الصور تنتشر فى القرى والمدن، وتمثل فيها عظمة المرأة المصرية، كم هى عظيمة فعلا على اعتبار أنها صانعة الرجال.
نقلا عن المصرى اليوم