القمص يوحنا نصيف
في ليلة 10 يونيو من كلّ عام، تذهب الكنيسة في رحلة إلى الأنبا أبرام، قدّيس الفيّوم، حيث نُمَضِّي سهرتنا في الصلاة أمام المذبح المُقام على قبره.
وفي هذه السنة (1978م)، ذهبنا ووصلنا الساعة 8م، وكانت معنا سيّدة مُتعَبة جدًّا، فجلست بجوار القبر، ورفعت السِّتْر من على المذبح لترى القبر، فإذا ببخور كثيف ذي رائحة جميلة يخرج من القبر في وجهها، فنادت الجميع.
فدخلنا كلّنا، وكان كلّ واحد يرفع السِّتر، ويدخل فوق القبر لا يجِد شيئًا، وفجأة يندفع البخور في وجهه، ويخرج، ويراه كلّ الواقفين بجوار باب القبر.
وتكرّر الأمر حوالي 12 مرّة، حتّى تمتّع به الجميع، وأخذوا بركة الأنبا أبرام.
وأمضينا الليلة في الصلاة، وكلٌّ مِنّا يحسّ بوجود القدّيس في حضرتنا، حتّى تناولنا من جسد الربّ في فجر اليوم، ورجعنا شاكرين الله، وإله أنبا ابرام، الذي عزّانا وباركنا في شخص قدّيسه، وترنّمنا مع داود النبي: "سبّحوا الله في جميع قدّيسيه".
والأنبا أبرام له معجزات كثيرة، ولكنّنا لم نذكره في صلوات المجمَع، إلاّ بعد أن اجتمع المجمع المقدّس برئاسة المتنيّح البابا كيرلّس السادس (عام 1964م)، وقرّر المجمع أنّه قدّيس مُعاصِر، يُمكِن ذِكره في مجمع قدّيسي القدّاس والتسبحة.
ومِن يومها، أصبحَتْ تُكَرَّس المذابح والكنائس باسمه في بلادٍ كثيرة، منها الإسكندريّة بغيط العنب، وبكنيسة مارجرجس بمصر القديمة، وغيرها.
كما أنّ نيافة أسقف ديروط، سيُقيم كنيسة ببلدة الأنبا أبرام (دلجا) باسمه. صلوات الأنبا ابرام وبركاته تكون معنا جميعًا.
أمّا حياته، ومعجزاته، ومحبّته لإخوة المسيح الصغار، وزُهدِهِ، وحُبّه للصلاة، فهي البخور العَطِر الدائم، الذي يُعطِّر كنيسة المسيح، في حياة قدّيسيه، كقول سِفر النشيد: "مَن هذه الطالعة من البرّيّة، كأعمدة من دُخان، مُعطَّرة بالمُرّ واللبان، وكلّ أذِرَّة التاجر" (نش3: 6).
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد أغسطس 1978م)
+ + +
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف