حمدي رزق
خبر لو تعلمون جميل، اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمبانى التابعة فى اجتماعها الأسبوع الماضى تقنن أوضاع 216 كنيسة ومبنى تابعًا.
جد لجنة متحضرة منجزة، وترؤس المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أعمالها يعطيها «الوقود الحيوى» الضرورى لإنجاز هذا الملف المزمن والمعطل منذ عقود مضت.
لمعلومية من لا يعلم، عدد الكنائس والمبانى التى تمت الموافقة على تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة وحتى الآن 2815 كنيسة ومبنى تابعًا.
هل من مزيد من الطيبات، يحدونا الأمل فى المزيد من الموافقات حتى لا تبقى كنيسة واحدة فى بر مصر مغلقة على ما فيها من أحزان، فتح الكنائس مثل فتح المساجد نور ومحبة، جميعها لله، وحرية العبادة فى أرض الأديان مكفولة، وكما قال الرئيس السيسى فى سماحة مفطور عليها «لو هناك يهود سنبنى لهم معابد».
الإرادة السياسية والحمد لله، متجسدة على الأرض فى ملف حرية العبادة، وقانون بناء الكنائس رقم (80 لسنة 2016) الذى كان محلا للرفض من البعض (وأنا منهم) وقت صدوره، بالتنفيذ الأمين، وروح المواطنة تسرى، آتى أكله، وصار نموذجا للقوانين التى تنفع الناس.
قرار الرئيس السيسى بترفيع مستوى لجنة الموافقات التى تم تشكيلها فى (يناير 2017)، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وعضوية (6 وزراء)، كان قرارا رئاسيا سديدا، تكليف رئاسى واجب، ما مكن اللجنة من اتخاذ ما يلزم من قرارات واجبة التنفيذ، وإزالة العكوسات البيروقراطية التى عطلت سريان نهر المحبة طويلا.
كل اجتماع للجنة مدبولى إنجاز فى الملف، ورقم 3000 كنيسة ليس ببعيد، نراه قريبا، وسيحل علينا عيد الميلاد المجيد والرقم متحقق، وزيادة، وكل مطالبات الكنائس الثلاث، الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والبروتستانتية، محل نظر، وبتفاهمات وطنية تسودها الروح الطيبة، والألسنة تلهج بالشكر.
هذا الملف تحديدا يدخل فى باب «فقه المحبة» وهو من وجوه «فقه المواطنة»، وبابه الواسع «فقه الأولويات» ومشتق منه «فقه المقاصد الوطنية»، وتحكيم فقه الأولويات فى هذا الملف من صالح الأعمال الوطنية.
اتساقا مع ماضيها الحضارى، المحروسة عرفت برفع الأذان على وقع أجراس الكنائس، وبين ظهرانينا على الأقل ثلاثة «مجمعات أديان» أقامها المصريون فى محطات تاريخية، فى سانت كاترين ومصر القديمة والقاهرة الخديوية، جميعها تبرهن على روح المواطنة التى تسرى فى الشعب المصرى مسرى الدم منذ الأزل.
الجمهورية الجديدة تؤسس على المواطنة، وتبنى المساجد والكنائس بأريحية دينية دون حسابات ضيقة تخنق الروح الطيبة.
وعليها «الجمهورية الجديدة» أن يجتهد مؤسسوها على تسييد فقه المحبة فى مقرراتها الدراسية، وتنقية مناهجها الأساسية من الأمراض الطائفية المزمنة والسارية،
مقاومة الآفات الضارة ترعى فى زراعات المحبة بطرق المكافحة اليدوية تخفف وقع وباء الكراهية الأسود، ولكن رش الحقول الواسعة على مستوى الوطن يستوجب تدخل الدولة فى مقاومة آفة الطائفية البغيضة، يستوجب الرش الأفقى من أعلى.
هلا روينا الحقول بماء المحبة، هلا تشربت الأجيال الشابة معنى المحبة التى يستبطنها العجائز مثلنا، وهن العظم واشتعل الرأس شيبا ونحن نتشوق لقطرات ندى المحبة تلمع على الورق الأخضر ساعة شروق شمس الوطن.
نقلا عن المصرى اليوم