أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح قداسة البابا يؤانس الثامن بابا الاسكندريه الثمانون وكان راهبًا في دير شهران (دير الأنبا برسوم العريان حاليًا)، وكان رئيسًا له ويُدعى يوحنا بن قديس. وعندما اُختير للبطريركية كان يُلَقَّب بابن القديس والمؤتمن. وقد سيم أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي كان عهده عهد شؤم وكارثة كبرى على الأقباط. 
 
كما حدث في أيام رئاسة هذا البابا اضطهادات شديدة على الأقباط حتى ضجروا مما فُرِض عليهم من العوايد العديدة وسوء المعاملة، وشدة الاضطهاد بزعامة أحد وزراء المغرب الذي أتى إلى مصر بقصد إتمام فريضة الحج، فلم يرِق له أن القبط يتولّون أمور البلاد المالية، فحرَّض الأمراء على إذلال المسيحيين في البلاد بكافة الوسائل المؤدية إلى اضطهادهم بطرق تأباها الإنسانية.
 
وقد حدث في زمانه أن كنائس القاهرة أُغلقت عدة أيام، وظلت مغلقة لمدة قصيرة وأن الأديرة الموجودة في الضواحي وغيرها لم تُمَس بسوء فضلًا عن كنائس الأقاليم، ولكن إذا انتقلنا إلى الإسكندرية وجدنا أنه حين وصلت الأوامر إليها بدأت في هدم الكنائس ومنازل المسحيين
 
وقد قام قداسه البابا يوأنس بعمل الميرون المقدس مرتين؛ الأولى في دير أبي مقار في سنة 1021 ش. وحضره من الأساقفة ثمانية عشر أسقفًا. والثانية كانت سنة 1036 ش. (1320 م.) في كنيسة السيدة العذراء المعلقة بفسطاط قصر الشمع بمصر، وحضر مطرانًا واحدًا وأربعة وعشرون أسقفًا من الديار المصرية وأسقف من كراسي النوبة.
 
و من الجدير بالذكر انه في عهد حبرية قداسة البابا يؤانس الثامن تنيح القديس انبا برسوم العريان
 
وقد قضى قداسه البابا يوأنس على الكرسي الرسولي ما يقرب من 20 سنة كانت كلها مفعمة بالأحزان وشديدة الوطأة عليه وعلى أبنائه المسيحيين، حتى أراحه الله من متاعب هذه الحياة ومشقات الاضطهاد وانتقل في 29 مايو سنة 1320 م. ودُفِن بدير شهران في أيام الملك محمد بن قلاوون. 
بركه صلاته تكون معنا كلنا امين...
و لإلهنا المجد دائما أبديا امين...