ياسر أيوب
يبدأ اليوم 783025 طالبا وطالبة مصريين الثانوية العامة'> امتحانات الثانوية العامة.. منهم طالبة اسمها شهد سامى كانت منذ أيام قليلة هى الثالثة على العالم فى التايكوندو وزن 53 كيلوجراما.. وسافرت شهد مع المنتخب المصرى إلى أذربيجان منذ أسبوعين وهى تحمل فى قلبها أحلاما يحتاج تحقيقها كثيرا من التركيز والتدريب والتعب.. وتحمل فى حقائبها الكتب والأوراق اللازمة لمواصلة المراجعة الأخيرة قبل بدء امتحاناتها.. فلم تملك شهد رفاهية الاختيار أو حرية القرار.. لم يكن باستطاعتها الاعتذار عن عدم السفر لتمثيل بلدها وشرف حمل علم مصر فى مهمة رياضية دولية بحجم وقيمة بطولة عالم.. ولم تكن أيضا تستطيع الاعتذار عن عدم خوض الامتحانات حيث الشهادة ضرورية من أجل جامعة ووظيفة ومستقبل، لأن معظم الألعاب الأخرى فى مصر لا تمنح بطلاتها وأبطالها رفاهية الاستغناء عن الشهادات والوظائف مهما توالت بطولاتهم الرياضية.. وبدأت شهد الصغيرة وسط هذه الظروف وبكل هذه الضغوط مشاركتها فى بطولة العالم بالفوز على بطلة هونج كونج ثم التشيك..
وفازت على بطلة إسبانيا المصنفة الخامسة على العالم فى دور الـ 16.. وعلى بطلة لبنان فى دور الثمانية.. وخسرت قبل النهائى أمام بطلة الصين لتكتفى بالميدالية البرونزية والمركز الثالث عالميا.. وكانت لميدالية شهد قيمة كبيرة ومعان كثيرة جدا للتايكوندو فى مصر.. فهى الميدالية الثانية لمصر فى بطولة العالم بعد ميدالية سيف عيسى ولم تفز مصر بميداليتين فى بطولة عالم منذ 30 سنة حين فازت مصر فى نيويورك 1993 بميداليتين لأحمد زاهر وإيناس أنيس.. وكانت ميدالية شمس هى رابع ميدالية تايكوندو نسائية لمصر بعد عزة عادل فى 1991 وإيناس أنيس فى 1993 وإيمان حلمى فى 2005.. وكانت أيضا الميدالية رقم 20 لمصر فى بطولات العالم.. وعادت شمس للقاهرة دون أن يكون لديها وقت للراحة والاحتفال، بل جرت من المطار إلى البيت من أجل المراجعة الأخيرة قبل أن تبدأ اليوم الثانوية العامة'> امتحانات الثانوية العامة.. وتبقى ثلاثة أمور أساسية وجميلة تختصر حكاية شهد.. الأول هو شهد نفسها التى بدأت المشوار بالجمباز ثم التايكوندو وفازت بأول بطولة وهى لاتزال فى العاشرة من عمرها.. وبسبب المذاكرة قررت شهد رفع ميزانها من 49 إلى 53 رغم أن الأسهل دائما هو العكس.. وبسبب ذلك أصبحت شهد فى التايكوندو لاعبة بلا تصنيف مثل أى لاعبة مبتدئة.. ورغم ذلك فازت بالبطولة العربية وأصبحت الثالثة على العالم.. والأمر الثانى يخص والدة شهد التى هى أيضا بطلة حقيقية ومقاتلة عنيدة فى حرب البطولات والميداليات.. أم عانت وضحت وتعبت وتحملت من أجل أن تفوز ابنتها.. ومثل أمهات مصريات كثيرات بطلات وأبطال فى مختلف الألعاب.. تكون الأم وحدها غالبا عند الأزمة والمعاناة ثم تختفى تماما من المشهد حين تأتى الفرحة ويتحقق الانتصار.. والأمر الثالث هو البحث عن جامعة على استعداد لتقديم منحة دراسية مجانية لبطلة مصرية ثالثة عالم وتستحق الحب والاهتمام والاحترام.
نقلا عن المصرى اليوم