حمدي رزق
لم يخالجنى شك في فوز الأهلى بكأس إفريقيا للأبطال، النجمة الحادية عشرة تزين القميص الأحمر النارى، وعملوها تانى، وقنصوها من عرين أسود الأطلس الشرسة.
ورغم الروح التشاؤمية التي سادت الأجواء طوال أسبوع مضى على الفوز «الباهت» على الوداد المغربى في مباراة الذهاب باستاد القاهرة، كتبت واثقا في الفوز، والعودة بالكأس، فرسان القبيلة الحمراء حين البأس لا يعرفون اليأس.
كتبت متفائلا، ما استلفت المحبين في «قناة الأهلى»؛ فاحتفوا بما كتبت باعتباره «بشرة خير»، وعلى طريقة تفاءلوا خيرا تجدوه، مهم جدا التفاؤل في قلب الملمات، وصوغ الأمل صنعة المستبشرين.
ولم يخيب أبطال الأهلى الظن، وانتزعوا الكأس السمراء من عرين الوداد، ملعب «مركب محمد الخامس» بالدار البيضاء «كازابلانكا» وبجدارة واستحقاق، ليرسموا الفرحة على وجوه المصريين.
عاشت الملايين في القاهرة والمحافظات ليلة حمراء فاقعا لونها يسر الناظرين، الأهلى يسعد جمهوره والجماهير الشقيقة، محظوظ من يشجع الأهلى، لا يحزن أبدأ، يبيت ليلته فرحان ومزأطط.
بطولات وتتويجات وأفراح مستدامة.
الأهلى يملك روحا انتصارية، يلعب للفوز ب الفانلة الحمراء'>روح الفانلة الحمراء، سر الفانلة الحمراء، سرها باتع، وعلى ذكر الفانلة الحمراء'>روح الفانلة الحمراء التي كانت عنوانًا أحمر لمقالى، نالنى بعض تهكم من بيض القلوب، سامحهم الله.
موقعة «كازابلانكا» برهنت على هذه الروح الانتصارية التي تتلبس من يرتدى فانلة الشياطين الحمر، كانت موقعة كروية شرسة، قتال على كل كرة، وكانت الغلبة لأصحاب الروح العالية، لا يعرفون لليأس سبيلا، فقط «نحن نستطيع» وقد كان في محفل إفريقى عالمى بديع.
النجمة الحادية عشرة استعصت على الشياطين طويلا، تمنعت الكأس السمراء بدلال، ولكنها سكنت سماء الأهلى أخيرا، الأهلى يعشق جمع النجوم في عز الظهر وأحيانا في منتصف الليالى القمرية، دولاب بطولات الأهلى فاغر فاه، نهم، لا يشبع أبدا.
كبير القارة الإفريقية، وسيدها والمتوج بمعظم بطولاتها، يقارنه الخبراء الكرويون بالملكى الأبيض، بالمارنجى «ريال مدريد» حاصد البطولات الأشهر أوروبيا، والأهلى حاصد البطولات إفريقيا، وكلاهما متوج عالميا، هكذا يقارنون، من حق القبيلة الحمراء أن تقارن وتفاخر دون غرور يحك الأنوف.
قلت الكرة في أقدام لاعبى الأهلى، إن شاءوا فعلوها، وكسبوا الرهان الذي راهن عليه مشجع مثلى مفطور على حب الأهلى، فرسان الأهلى إذا راهنت عليهم لا تخش.
كسبت الرهان، والرهان هذه المرة كان «مغامرة» ليست مقامرة، والمغامرة محفوفة بالمخاطر أمام خصم عنيد متمرس على اللعب «الرزل» بالوصف الكروى، ولكن المغامرة محسوبة بدقة بالثانية على الساعة السويسرية التي ينظر فيها الثعلب السويسرى «مارسيل كولر» الذي احتفظ بابتسامة الثقة حتى صافرة الدولى الإثيوبى «باملاك تيسيما» الذي يستحق التحية على أداء مباراة صعبة ومعقدة وفض الاشتباك بحيادية ونزاهة يحسد عليها.
مبروك للقبيلة الحمراء ولأسطورة الكرة المصرية كابتن «محمود الخطيب» الذي قدم في واحدة من آيات الإيثار، قدم ابنه كابتن «حسام غالى» ليقف بين كبار القارة، يرسمه قائدا للقبيلة في مقتبل الأيام.
الإيثار من تقاليد البيت الأحمر، عنوان الكبير «بيبو»، بيبو حضر المباراة في المدرجات لرفع معنويات أولاده، وترك الصورة لكابتن الأهلى «حسام غالى» في منصة التتويج بين كبار القارة.. الكبير كبير كما يقولون.
نقلا عن المصرى اليوم