بقلم: أندرو اشعياء
- «الذين أراد الله أن يُعرِّفهم ما هو غنى مجد هذا السر في الأمم، الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد». (كولوسي1: 27)
- كتب القديس بولس هذه الكلمات من داخل سجن روما، والعجيب أنه لم يسترسل في وصف إحتماله للآلام، ولا عن طبيعة وقسوة سجن روما؛ بل انطلق خارج ذاته وانفتح على مجد هذا السر في الأمم وكتبَ ذخيرة حياته الداخلية.
- كتبَ وهو ويداه مُقيده بالسلاسل بينما روحه طليقه ترى الله في كل الوجود. كتبَ والمظهر الخارجي في حالة ضعف إنما كان الداخل يحمل جسارة الأسود ووداعة الحملان..
- كتبَ من داخل وسط ثقافي يوناني، وارسل كلماته لوسط يوناني اخر ذات طابع هيليني، في حين أنه لم يزدري بهم إنما رفعهم ليعرفوا قيمتهم في المسيح يسوع: المسيح فيكم رجاء المجد.
- غريب هذا الإنسان الذي يكشف غنى اعماقه بالإزدراء بمَن يختلف عنه في المعتقد أو الفكر!!! هل هذا يُسمى «غنى» ؟!
- المجاهرة الحقيقية المؤثرة هي اخر دروب الانسكاب الدائم..
- ما أروع مَن خرجوا خارج ظروفهم ومشاكلهم وانفتحوا على المجد الأثنى، لا كمخدر ولا كغيبيات؛ بل في ممارسة حيّة فعالة متزنة.
- «أنتم الذين بقوة الله محروسين... الرب سائر أمامك. هو يكون معك... الذي فيه أيضًا نلنا نصيبًا... لتعلموا ما هو رجاء دعوته.. وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته.. » لقد كتبَ رجال الله القديسين وأنهضوا شعوبًا من مخاوفهم وجهلهم حين عرفوا قيمتهم في المسيح «»خلاصًا هذا مقداره».
- حقًا كتبَ الحكيم: «مِن وسط الضيقات تولد أعظم البركات».
- علينا أن نُدرك جيدًا قيمة النفس الواحدة أمام الله، وحينها ستهرب الذات والمعطلات والأكاذيب والإنجراف وراء ما لا يبنى.
- حينما أرسل القديس تحياته وسلامه في نهاية رسائله «يسلم عليكم.. سلموا على.. » كان يدرك جيًدا أن مقدار اهتمامه بهم مقدار انفتاحهم على قيمة أنفسهم أمام الله.
- المسيح فيكم رجاء المجد.