نافية تدخلها في الصراع الذي تأجج مؤخرا بغرب دارفور، وجهت قوات الدعم السريع أصابع الاتهام إلى الجيش السوداني.

وأكدت في بيان اليوم الأربعاء أنها تلتزم "مبدأ الحياد" تجاه الأزمة في غرب دارفور.

وشددت على أنها حرصت منذ اندلاع الصراع مع القوات المسلحة في العاصمة الخرطوم منتصف أبريل الماضي، على تجنيب المناطق الأخرى في البلاد جحيم هذه الحرب، لاسيما المناطق الأكثر هشاشة مثل إقليم دارفور الذي عانى لعقود طويلة من الحرب والتهميش والتدمير، ما أحدث انقسامات عميقة في نسيجه الاجتماعي.

إلا أنها أشارت إلى أن مساعيها هذه باءت بالفشل، متهمة القوات المسلحة التي وصفتها بـ"فلول النظام السابق"، بالعمل على تأزيم الأوضاع والزج بالمكونات المختلفة في الإقليم في مواجهات ذات طابع قبلي، لتحويل الحرب من سياسية بين قوات الدعم السريع والجيش إلى حرب قبلية، وفق زعمها

معالجة الوضع الإنساني
إلى ذلك، دعت إلى تشكيل لجنة عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني ولجنة تقصي حقائق لكشف المتورطين في الانتهاكات الحاصلة.

أتت تلك الاتهامات بعد أن عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس عن قلقه من الوضع في إقليم دارفور بغرب السودان، وأعمال العنف التي تتخذ "بعدا عرقيا متزايدا".

كما جاءت مع تصاعد التحذيرات المحلية لاسيما من نقابة أطباء السودان من الوضع المأساوي في الإقليم الذي امتدت إليه شرارة النزاع الدامي منذ شهرين.

يشار إلى أنه منذ انطلاق الصراع بين القوتين العسكريتين في منتصف أبريل الماضي، تصاعدت المخاوف من تفجر الوضع في دارفور، لاسيما أن الإقليم شهد خلال السنوات الماضية، اشتباكات قبلية متقطعة.

ذكريات أليمة
ويزخر إقليم دافور الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين. ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.

وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أسابيع.

وأجج هذا الاقتتال الذي تفجر بين الجانبين منتصف أبريل الماضي، المخاوف من أن ينزلق هذا الإقليم مجددا في أتون حرب أهلية وقبلية.