د. أمير فهمى زخارى المنيا
= جحا أولى بلحم ثوره أو طوره بالعامية
= (مطرح ما يسري يمري)
مثل هذا اليوم هو “مطرح ما يسري يمري”
ويأتي هذا المثل على صيغ عدة فيما يتوارده الناس في المجتمعات المختلفة، مثل قولهم “محل ما يسري يمري”.
وحكاية المثل كما قيل، أن زوجين لهما ولد أطلقا عليه اسم “ميسري”، ومرت الأيام وكبر الولد، وتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وكان يتميز بالغباء والبلاهة بين أقرانه، وحاول معه أبواه كثيراً ليكون إنساناً مختلفاً، ويكون محل اعتزاز لهما، ولكن بدون فائدة.
وفي إحدى المرات، هدده والده بأن يدخله الجيش حين يبلغ سن القبول في المعسكر، ليتعلم هناك، وقام بعزله في غرفة أخرى لحين موعد قبوله في الجيش، وبالفعل دخل الجيش وتخلص منه.
وبعد فترة من الوقت، ولدت المرأة ابناً ثانياً وأسمياه “يمري”، وحين كبر الولد، قالت الزوجة لزوجها “ما رأيك يا زوجي العزيز بأن ينام يمري في غرفة ميسري، وكان الزوجان يأكلان طعامهما، وبعد فترة من الوقت، تشردق (وقف الطعام في حلقه أو زور أو جاتله زغطة)، فضربت المرأة على ظهر زوجها حتى تذهب الشردقة، وطيبت خاطره، وقالت له أيضاً “مطرح ميسري يمري”، فصحا الرجل تماماً من أثر الشردقة، وراح يضحك مع زوجته، ومع الأيام صارا يتذكران هذه العبارة على الأكل لأن الشردقة كانت قوية”.
وأصبح يُضرب المثل عند السعال والشردقة على الطعام، حتى أصبحت العبارة بديلاً عن عبارة “صحة وعافية”. وبقينا نقولها لأي حد بياكل في امان وسلام الاكل يعدي أثناء البلع على خير.
ندخل بقي على مثل أو مقوله
جحا أولى بلحم ثوره أو طوره بالعامية
هي نادره من نوادر جحا
وهو مثل شهير وينتشر على نطاق واسع ، وتعود قصة هذا المثل إلى جحا الذي دعا جيرانه، ليحضروا وليمة يطعمهم فيها من لحم الثور الخاص به، وطلب منهم الجلوس في العديد من الصفوف المنتظمة، ثم مر عليهم بالتتابع، حيث يقول للشيخ الكبير العجوز: إنه لن يتمكن على الإطلاق من هضم لحم الثور، وللمريض منهم إن لحم الثور سيزيد من مرضه وألمه، وللشخص السمين البدين إنه لا يحتاج أبدًا لأكل اللحم، وللشاب اليافع إنه قوي بما فيه الكفاية ويمكنه الانتظار لما بعد توزيع اللحم على الفقراء، وفي نهاية اليوم طلب من جميع المدعوين الانصراف، قائلا: “جحا أولى بلحم ثوره”، ليصير بعد ذلك مثلًا شهيرًا.
الناس بصوا لبعض في استغراب وبعد كده قالهم قوموا روحوا بيوتكم جحا أولى بلحم ثوره ومن يومها انتشر المثل أو المقولة، ويستخدم للتعبير عن أن كل شخص أولى بما يخصه.
والى اللقاء في أمثال أخرى...
د. أمير فهمى زخارى المنيا