الأقباط متحدون - المدعو رئيسا لا أعترف بك رئيسا!!
أخر تحديث ١٢:١٧ | الخميس ٨ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٨ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المدعو رئيسا لا أعترف بك رئيسا!!


بقلم: إيهاب شاكر

 منذ قيام ما يعرف بثورة يوليو 1956، حكم مصر حتى الآن الرؤساء، محمد نجيب، جمال عبد الناصر، أنور السادات، وأخير محمد حسني مبارك، الذي خُلع عن كرسيه بثورة 25 يناير، الثورة البيضاء التي فجرها سباب مصر الواعي، والذي كان يظن أنه بعد خلع مبارك ستبدأ مصر عهدا جديدا مشرقا خالي من الدكتاتورية، ولم يكن يظن أبدا أننا سنصل إلى ما نحن فيه الآن.


فبعد اندلاع الثورة وظهور بوادر نجاحها، كما شاهدنا جميعا، وتابعنا بكل انتباه، ركبها وخطفها واغتصبها تيار الإسلام السياسي، الذي لا يهمه شيئا إلا الكرسي، والحكم، وعلى رأسهم الجماعة المحظورة، التي ليس لها وجود رسمي، جماعة الإخوان المسلمين. التي ما أن رأت مؤشرات نجاح الثورة حتى ظهرت على الساحة وبكل قوة، وأوهمت الجميع، وخصوصا الذين لا يعرفون تاريخهم، وينخدعون فقط بالشعارات الدينية المستغلى لمشاعر المصريين الطيبين، أوهمت الجميع بوطنيتها وأنها تريد حقا مصلحة مصر، وانخدع معظم شعبنا البسيط.
 
وكما شاهدنا جميعا وتابعنا بكل حرص، انتخابات مجلس الشعب والشورى، وما تم فيهما من انتهاكات وخروقات من قبل هذه الجماعات المتأسلمة وجماعة الإخوان خصوصا، لكن ما تم في انتخابات مجلسي الشعب والشورى (كوم) وماتم في انتخابات الرئاسة (كوم تاني خالص). فمع ما تم أيضا من انتهاكات من قبل حملة المرشح الدكتور مرسي ومن جماعته وأهله وعشيرته، ومحاولة تشويه المرشحين الآخرين، ولا سيما في انتخابات الإعادة، طلع علينا الدكتور مرسي في فجر إعلان النتيجة، ومستبقا الأحداث ومهللا بأنه هو الفائز، ومنذرا إن لم يحدث ما يريد، وبالطبع وكما بدا للجميع انصياع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لهذا التهديد، بل وكما نتوقع جميعنا، إتمام صفقة مشبوهة، تم تسليم الحكم للإخوان مقابل الخروج الآمن لرئيس المجلس ونائبه، وهذا ما حدث بالفعل في مسرحية هزلية تم فيها إقالة المشير ورئيس الأركان، فيبدو في المشهد بطولة الرئيس المنتخب المشبوهة انتخاباته، ويخرج المجلس العسكري الخروج الآمن المتفق عليه.
بعد انتهاء الانتخابات وإعلان الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، رغم ذهاب الحرس الجمهوري أولا لمنزل أحمد شفيق، إلا أنه تم إعلان فوز الدكتور مرسي بالرئاسة، وتسلم الحكم بعد حلفانه اليمين أمام المحكمة الدستورية، والذي حاول مرارا الهروب بسيناريوهات مختلفة من أن يحلف أمامها، وانتظر الشعب المصري تحقيق الوعود، وخصوصا وعود ما يعرف بالمئة يوم، وباختصار، لم نر أية وعود تتحقق على أرض الواقع، ما خلا من تخبط في القرارات مثل قرار عودة مجلس الشعب المنحل، وتحدي سافرا للقضاء، ثم أخر  القرارات الغريبة العجيبة الغير مدروسة بعناية قرار إقالة النائب العام بمخالفة صريحة للدساتير والقوانين، وكيف لا وهو الذي أقسم على احترام الإعلان الدستوري الذي بناء عليه أصبح رئيسا، ثم ألغاه، وبهذا فقد شرعيته القانونية والتي أصلا مشكوك فيها،ولهذا ولكل ذلك أقول انني لا أعترف به رئيسا، وهذا رأيي وليس سبا أو قذفا، بل رأيي الشخصي.
 
فالمشكوك في صحة انتخاباته، والتي تحوم حولها الشبهات، والذي اعلن أنه جاء لأهله وعشيرته، والذي يصدر قوتنا ومواردنا لحماس، ونحن أحوج بها منهم، والذي يصدر قرارات تدخل البالاد في مشاحنات تؤثر على اقتصادها المنهار أصلا، الذي لم يستطع تأمين حدودنا الهامة والخطير حتى الآن، الذي لم ينفذ وعدا واحدا من وعوده في تأمين المواطنين وتوفير احتياجاتهم الرئيسية، الذي يكلف الميزانية مبلغا وقدره لإظهار صلاته على الملأ، ليعلن مثل السادات أنه الرئيس المؤمن، الذي فشل فشلا ذريعا في الحفاظ على وحدة المصريين، وحدث في خلال المئة يوم المزعومة الكثير من الانتهاكات في حق الأقليات، ولا سيما الأقباط، الذي فشل في تنظيف القاهرة، بل أصبحت (مقلب زبالة كبير) فأينما تذهب تجد القمامة في كل مكان، الذي لا يصلح إلا أن يكون واعظا في زاوية في مسجد صغير في حي شعبي، كيف أعترف به رئيسا لدولة بحجم مصر، للأسف، إذا استمر الدكتور مرسي في لعب دور الرئيس، فانتظروا المزيد من التخبط في القرارات التي ستضر بمصلحة مصر داخليا وخارجيا، انتظروا المزيد من الانهيار على كل الأصعدة، انتظروا توحش وتوغل جماعة الإخوان في كل البلاد واستيلائها على كل مفاصل الدولة المصرية، التي لن تصبح دولة فيما بعد، وربما تحقق المخطط الذي ينفذه الإخوان بتقسيم مصر وإعطاء سينا هبة لحماس تقديرا على دورها في وصول جماعة الإخوان للحكم، واستيلائها على الكرسي بعد تطلع دام حوالي مئة عام، لذا رجاء وطلبا ورغبة من القلب، ارحل أفضل لمصر يا دكتور مرسي، فأنا، وربما معي غيري الكثيرون لا نعترف بك رئيسا لمصر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع