القمص يوحنا نصيف
داود طفل أعرفه، له من العُمر حوالي 4 سنوات. وفي إحدى الليالي نام على السرير بجوار والده، وفي منتصف الليل قام داود ليُصلِّي لمدّة دقيقتين، ثمّ نام ثانية..!
وفي الصباح سأله والده الذي أحسّ به: "ما الذي حدث لك في الليلة الماضية؟"
فأجاب داود وقال: "إنّ الملاك جاء، وصحّاني من النوم، وقال لي إنت نمت بدون صلاة، لذلك قمتُ لأصلّي، ثمّ نمت."
من هذه الحادثة يا أحبّائي، نرى أنّ الملاك الحارس يساعد الأطفال على الصلاة ومحبّة ربّنا يسوع. والملاك الحارس يُلازم حياتنا من المعموديّة، كقول الكاهن أثناء صلاة المعموديّة:
"لتصحَب حياته ملائكة النور". والملاك الحارس للطفل يُعاين وجه الآب السماوي كلّ حين (مت18: 10).
ولا ننسى في سِفر الأعمال، أنّ الملائكة ساعدَت الكنيسة في الخدمة، فالملاك الحارس أخرج بطرس الرسول من السجن (أع12)، وظهر لبولس الرسول وهو في السفينة (أع27)، والملاك أرشد فيلبّس الشماس ليُبَشِّر الخصي وزير ملكة الحبشة (أع8).
وفي القدّاس يحضر الملائكة، ليُصلّوا معنا ونحن معهم، كما في السماء؛ فنقول: "فلنسبِّح مع الملائكة"، ونردِّد تسبحتهم قائلين: "قُدّوس قدوس قدوس ربّ الجنود".. ولكلّ ذبيحة قدّاس ملاك، ولكلّ كنيسة ملاك حارس.
وفي إحدى المرّات ذهب أبونا (......) إلى الكنيسة، مع ابنه الصغير. ونادى أبونا على الفَرَّاش ولم يجده، فخرج متضايقًا من عدم وجود الفرّاش.. ولكن ابنه الصغير قال له: "لكن يا بابا مَن الذي كان واقفًا عند باب الكنيسة، وله أجنحة كبيرة، ووجهه منوّر؟!"
فتأكّد أبونا أنّ الملاك الحارس كان واقفًا عند باب الكنيسة.
لأجل هذا يا أولادي، نحن نعيّد للملائكة كلّ يوم 12 من الشهر القبطي، وفي هذا الشهر 12 بؤونه عيد رئيس الملائكة ميخائيل..
شفاعته تكون معنا.
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد يونيو 1977م)
+ + +
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف