محرر الأقباط متحدون
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر الإفخارستي الوطني العاشر الذي سيُعقد في الولايات المتحدة الأمريكية صيف العام المقبل. وجه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة أعرب فيها عن ثقته بأن هذا الحدث سيشكل مناسبة للمؤمنين كي يكونوا تلاميذ مرسلين للرب يسوع في العالم.
استهل البابا حديثه مرحباً بالحاضرين ومعرباً عن سروره للقائهم، وشكرهم على الجهود التي يقومون بها وشجعهم على متابعة التزامهم الهادف إلى إعادة إحياء الإيمان والمحبة تجاه الإفخارستية المقدسة التي هي مصدر وذروة الحياة المسيحية كلها حسبما جاء في الدستور المجمعي "نور الأمم".
 
بعدها توقف الحبر الأعظم عند معجزة تكثير الخبز التي صنعها الرب يسوع والواردة في إنجيل القديس يوحنا البشير. ولفت إلى أن من كانوا شهوداً على هذه المعجزة رجعوا إلى الرب في اليوم التالي، على أمل أن يروه يصنع معجزة أخرى. بيد أن المسيح، مضى البابا إلى القول، أراد أن يحوّل جوعهم المادي إلى جوع مختلف، إلى الجوع لخبز الحياة الأبدية. لذا تحدث الرب عن نفسه على أنه الخبز الحيّ النازل من السماء، والخبز الحقيقي الذي يهب العالم الحياة.
 
إن الإفخارستية هي في الواقع ردّ الله على الجوع الأعمق المتواجد في قلب الإنسان، الجوع للحياة الحقيقية. ومن خلالها يحضر المسيح في وسطنا كي يغذينا، يواسينا ويعضدنا في مسيرتنا. وأكد البابا أنه يوجد اليوم مؤمنون يعتقدون أن الإفخارستية هي مجرد رمز عوضا عن الحضور الحقيقي والمحبّ للرب.
 
من هذا المنطلق عبر فرنسيس عن أمله بأن يشكل المؤتمر الإفخارستي الوطني العاشر مصدر إلهام للمؤمنين الكاثوليك في الولايات المتحدة كي يستعيدوا معنى الدهشة والإعجاب حيال هذه العطية الكبيرة التي وهبنا إياها الرب، وكي يمضوا الوقت معه من خلال الاحتفال بالقداس الإلهي، وبواسطة الصلاة الفردية وعبادة القربان المقدس. ولفت فرنسيس إلى أنه لا يسعه في هذا السياق إلا أن يشير إلى ضرورة العمل على تعزيز الدعوات إلى الحياة الكهنوتية، لأنه كما قال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في رسالته إلى الكهنة يوم خميس الأسرار عام ٢٠٠٤: "لا توجد إفخارستية بدون كهنوت".
 
تابع البابا كلمته معربا عن ثقته بأن المؤتمر سيشكل مناسبة ملائمة للمؤمنين كي يلتزموا بحماسة أكبر في أن يكونوا تلاميذ مرسلين للرب يسوع في العالم، مضيفا أنه في سر الإفخارستية نلتقي بمن وهب نفسه لنا بالكامل، ومن ضحى بذاته كي يمنحنا الحياة وقد أحبنا حتى النهاية. واعتبر فرنسيس أننا نصبح شهوداً جديرين بالثقة لفرح الإنجيل وجماله الذي يبدّل الأشخاص إذا ما أقرينا بضرورة أن نتقاسم المحبة التي نحتفل بها من خلال سر الإفخارستية مع الجميع، عوضا عن الاحتفاظ بها لأنفسنا. وأضاف أن الإفخارستية تدفعنا نحو محبة ملتزمة لصالح القريب، لأنه لا نستطيع أن نفهمها ونعيش معناها إذا ما أبقينا قلوبنا منغلقة في وجه الأخوة والأخوات، لاسيما الفقراء والمتألمين والمنهكين والضائعين.
 
في ختام كلمته إلى أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر الإفخارستي الوطني العاشر في الولايات المتحدة أكد الحبر الأعظم أن هذا الحدث يشكل مرحلة هامة في حياة الكنيسة الأمريكية، متمنياً أن تكون الجهود التي يبذلها ضيوفه مناسبة من النعمة لكل واحد منهم وأن تحمل الثمار من خلال مرافقة الرجال والنساء في الولايات المتحدة نحو الرب، الذي – ومن خلال حضوره بيننا – يضيء مجدداً شعلة الرجاء ويجدد الحياة. هذا ثم أوكل البابا الحاضرين إلى شفاعة العذراء مريم، سيدة الحبل بلا دنس، شفيعة الولايات المتحدة، وأكد أنه يصلي من أجل ضيوفه وعائلاتهم وجماعاتهم المحلية. بعدها منح البابا الجميع بركاته الرسولية طالباً منهم أن يصلوا من أجله.