بينما يسعى الكثير من المصريين لادخار مبلغًا من المال من أجل إحياء شعيرة من شعائر الله، وهي النحر في أيام عيد الأضحى المبارك، يتواجد على الجانب الآخر عددًا ليس بالقليل من المربيين للأغنام والماشية، الذين يعكفون على تسمين مواشيهم بطرق غير مشروعة، حتى تبدو بوزن أضعاف حقيقتها من أجل الحصول على مكاسب مالية أكبر وأسرع.

 
بعد أيام قليلة من شراء الأضحية يتفاجئ صاحبها بأنها تحولت من حالتها التي اصطبحها عليها لأخرى، هزيلة، بعدما فقدت الوزن الوهمي الذي حصلت عليه إما عن طريق حقنها بمواد هرمونية، أو تزويدها بالماء المضاف إليه الكثير من الملح. 
 
"الدستور" تواصلت مع أطباء بيطريين للوقوف على حقيقة قيام بعض المربيين بحقن الحيوانات، ومدى تأثيرها على صحة الحيوان، وكذلك إمكانية التعرف على الماشية المحقونة قبل شراءها. 
 
يعتبر الدكتور محمد حافظ، الطبيب البيطري، أن عملية زيادة وزن الماشية قبل بيعها عن طريق أي شيء غير الطعام هو بمثابة غش وتدليس.
 
وتابع حافظ، في تصريح خاص لـ"الدستور" أن عملية الغش في الغالب ما تتم عن طريق معرفة المربي بموعد وصول المشتري، وقبلها بعدة ساعات يقوم المربي بحرمان الماشية من الطعام لفترة طويلة، وبعدها يقدم لها طعام مضاف إليه الكثير من الملح، مما يدفعها إلى شرب الكثير من الماء.
 
الماء الكثير الذي تحصل عليه الماشية غالبًا ما يزيد من وزنها من 20 إلى 30 كيلو، وبمجرد بمرور يوم أو اثنين على الأكثر يكتشف الشاري أنها فقدت وزنها الوهمي، وأنه تكبد مبلغ أكبر بكثير من الثمن الفعلي للأضحية.
 
وأكد حافظ، أن تأثير هذه الكمية الكبيرة من الملح هو تأثير مؤقت، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤثر على الصحة العامة للأضحية، يحتاج الحيوان لشرب الكثير من الماء المزود بالملح لفترات طويلة، حتى يمكن اعتبار هذا الماء المالح بمثابة ناقوس الخطر الذي يصيب كلية الحيوان ويصيبه بالضرر، فالمسألة لا تتم بين يوم وليلة. 
 
وأضاف، أن السوق غالبًا ما يخلو من الممارسات التي بها حقن للحيوانات هرمونيًا، والشائع هو استخدام الماء بالملح، وفي حالة تواجد هذه الهرمونات فلا بد من حقن الحيوان بها فترة طويلة قبل الذبح، تصل إلى شهرين أو شهر على الأقل.
 
وتشكل هذه الأدوية حالة من حالات التدليس، عن طريق نفخ العضلة بالماء، تمامًا كالذي يحدث في حالات الشباب الموجودين في صالات الجيم الذين يتاولون المنشطات لزيادة العضلات. 
 
وأوضح، أنه يصعب حتى على المختصين نفسهم معرفة ما إذا كانت هذه الماشية محقونة أم لا، إلا في الحالات التي تزيد عن حدها، فمثلا إن كان الحيوان بعمر العام ونصف العام، يكون وزنه في هذه الحالة 450 كيلو، فإذا ما زاد عن هذا الوزن ليصل إلى 600 كيلو ففي هذه الحالة نكون أمام حالة أكيدة من التدليس، سواء بالماء والملح أو غيرها.
 
ومن جانبه، أوضح الدكتور سيد عبيد، مدير الطب البيطري في القاهرة، أنه بإمكان الشخص العادي التعرف على تناول الماشية كميات كبيرة من الماء وذلك عن طريق ملاحظة الجانب الأيسر من الماشية. 
 
وأضاف عبيد، في تصريح خاص لـ"الدستور" أنه في حال كانت الماشية تميل بشكل كبير إلى الجانب الأيسر فهذا يعني أنها شربت كميات كبيرة من الماء، وأن غالبية وزنها هو من الماء.