تعمل وزارة النقل، ممثلة فى الهيئة القومية للأنفاق، على سرعة إنهاء مشروع مونوريل شرق النيل، الذى يصل إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

 
ويُعد المشروع واحدًا من أضخم المشروعات التى تنفذها الدولة خلال الـ٩ سنوات الماضية، ومثالًا حيًا على قدرة الدولة على تنفيذ مشروعات ضخمة ذات عائد استثمارى ضخم، حيث يستمر العمل فيه رغم التحديات الاقتصادية الصعبة.
 
ويمتد المشروع من محطة الاستاد بمدينة نصر، وحتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية، بطول ٥٦٫٥ كم، ويضم ٢٢ محطة، ويجرى تنفيذه من خلال تحالف شركات «ألستوم وأوراسكوم» و«المقاولون العرب».
 
وقال مصدر فى الهيئة القومية للأنفاق إن وزارة النقل تعمل على تسريع إنهاء المشروع، حيث وصلت نسبة إنجازه حاليًا إلى نحو ٩٠٪، ومن المقرر بدء التشغيل التجريبى له نهاية العام الجارى، ويعد إنجازًا كبيرًا يُحسب للدولة، كون مونوريل شرق النيل واحدًا من المشروعات الضخمة التى تنفذها الدولة، لأول مرة فى تاريخها.
 
وأضاف أنه تم التعاقد مع شركة «ألستوم» الفرنسية، لإدارة وتشغيل وصيانة خطى مونوريل شرق وغرب النيل لمدة ٣٠ سنة، وهو ما سيساعد بصورة كبيرة فى إنجاح المشروع، لأن وجود القطاع الخاص فى الإدارة والتشغيل سيساعد فى تقديم خدمة مميزة لجمهور الركاب، مع توافر جميع الإمكانات الملائمة للمشروع القومى.
 
وأكمل: «لا بد من توفير إدارة وتشغيل بنفس مستوى العمل الذى تم فى المشروع، لكى يتكامل مع المنظومة وينجح، وتحقيقًا لتلك المعادلة الصعبة تعاقدت الوزارة مع شركة (ألستوم)، لتكون شريكة فى نجاح المشروع، الذى يُعد تحقيقه على أرض الواقع حلمًا كبيرًا وسيقدم خدمة مميزة لجمهور الركاب».
 
وذكر أن فصل الإدارة عن التشغيل عن الصيانة فى مشروع المونوريل سيعود بالمصلحة على المواطن المصرى، لأن مشاركة القطاع الخاص فى التشغيل ستساعد فى توفير أفضل خدمة للمواطن المصرى، وتحافظ على جودة وكفاءة المشروع وتساعد فى التقييم فى حال وجود أى مشاكل داخله.
 
وواصل: «مشاركة القطاع الخاص فى إدارة وتشغيل مشروع ضخم مثل المونوريل سيكون لها مردود على التنافسية بين المشروعات، لأن تنوع الشركات سيسهم فى خلق تنافسية فى الخدمة المقدمة للجمهور، ويساعد فى تقديم الخدمة على أفضل ما يكون، لأن الدولة لا تسعى فقط لتنفيذ مشروع ممتاز، وإنما لتقديم خدمة تليق بالمواطن المصرى، وتوفر حياة كريمة له».
 
وقال إن المشروع إحدى وسائل النقل الجماعى فى الجمهورية الجديدة، ويربط إقليم القاهرة الكبرى بالمناطق والمدن العمرانية الجديدة شرقًا، مثل «القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية»، وسيسهم فى تيسير حركة نقل الموظفين والوافدين من القاهرة والجيزة إلى القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية؛ لتكامله مع الخط الثالث للمترو عند محطة الاستاد بمدينة نصر، ومع القطار الكهربائى بمحطة مدينة ‏الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية.
 
وبيَّن أن مونوريل شرق النيل يعد واحدًا من أهم المشروعات التى تنفذها الوزارة فى الوقت الحالى، لأنه يربط العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، عبر محطة بالحى الحكومى، والتى تنقل الموظفين إلى مقر الوزارات.
 
وأوضح: «يستوعب مونوريل شرق النيل نحو ٣٥٠ ألف موظف فى الساعة الواحدة، ويختصر زمن الرحلة من ساعتين إلى نحو ساعة، وهو ما يوفر الوقت والمجهود للموظف المصرى والمواطنين بشكل عام، خاصة أن الراكب يستقل المونوريل من خلال خطوط المترو، فيعد وسيلة مميزة وحديثة، إذ يعمل فى مصر لأول مرة».
 
وعن مميزات المشروع، قال المصدر إن مونوريل شرق النيل وسيلة نقل جماعى نظيفة وآمنة على البيئة، فلا يتسبب فى التكدس والزحام، وهو مرتفع عن سطح الأرض، كما أنه موفر فى استهلاك الوقود، ‏‏ويساعد فى تخفيف معدلات التلوث البيئى، وتخفيف الاختناقات المرورية بالمحاور والشوارع الرئيسية، ويجذب الركاب لاستخدامه بدلًا من السيارات الخاصة لتقليل استهلاك الوقود والمحروقات.
 
وبيَّن أن المشروع يتميز بأنه وسيلة نقل مختلفة على المواطن المصرى، فيعتبر بالنسبة له وسيلة نقل مريحة وممتعة، ويشبه وسائل النقل الأوروبية، مضيفًا: «من حق المواطن المصرى أن يتمتع بوسائل مواصلات توفر له الراحة ليتمكن من الذهاب لعمله بشكل مريح، دون وجود تكدسات أو ازدحام فى الشوارع تتسبب فى إزعاجه».
 
ولفت إلى أنه «يتميز بالسرعة واختصار زمن الرحلة بشكل كبير، فمن وسط البلد وحتى العاصمة الإدارية، يستغرق نحو ساعة إلا الربع، والمواصلات العادية تنقل المواطن بين ما لا يقل عن ٣ مواصلات بتكلفة عالية، وفى وقت يصل إلى ساعتين على الأقل، بينما ستكون الأمور أسهل من خلال المونوريل». وأكمل: «هنا ستكون الدولة قد حققت المعادلة الصعبة، بين تقليل زمن الرحلة وتوفير الراحة للمواطن المصرى، فى إطار حرصها على توفير حياة كريمة للمواطنين، وتوفير وسيلة أوروبية على أراض مصرية، فالمواصلات تعتبر من أكثر الأمور التى توفر الرفاهية للمواطن المصرى».
 
وقال المصدر إنه تم توريد ٣٠ قطارًا لمونوريل شرق النيل، وسيتم الانتهاء من توريد جميع القطارات نهاية العام الجارى، ليكون المشروع جاهزًا للتشغيل أمام المواطنين فى أقرب وقت.
 
ويشمل خط المونوريل ٢٢ محطة علوية هى: هشام بركات ونورى خطاب والحى السابع والمنطقة الحرة والمشير طنطاوى وكايرو فيستيفال، والشويفات والمستشفى الجوى وحى النرجس ومحمد نجيب والجامعة الأمريكية، وإعمار وميدان النافورة والبروة والدائرى الأوسطى ومحمد بن زايد والدائرى الإقليمى وفندق الماسة وحى الوزارات والعاصمة الإدارية، ويتم تنفيذ المشروع بواسطة شركات مصرية.
 
ويتمتع قطار المونوريل بعدد من المميزات على رأسها، أنه يعمل دون سائق، وتبلغ ‏السرعة التصميمية ‏له ٩٠كم/ الساعة، ويتكون كل قطار ‏من ٤ عربات، ومن المخطط زيادة عدد العربات إلى ٨ عربات، مع زيادة الكثافة السكانية ‏بالمناطق العمرانية الجديدة التى يخدمها.
 
وزمن التقاطر للمونوريل سيبلغ ٩٠ ثانية، وهو رقم ضئيل للغاية، ما يعنى سرعة الرحلة، وعدم الانتظار على أرصفة المحطات.
 
وسيتم لأول مرة ‏تركيب «‏Screen Doors‏» على الأرصفة أمام أبواب القطار، للحفاظ على سلامة الركاب، وتتضمن قطارات المونوريل ممرات آمنة ‏تسمح بانتقال ‏الركاب بين العربات، لمزيد من الراحة فى ظروف التشغيل العادية وتسهيل عمليات الإخلاء فى ‏حالات ‏الطوارئ.
 
وتم تزويد قطارات المونوريل بكاميرات تليفزيونية بكابينة القطار، للمراقبة المركزية للسكة، وتوجد داخل العربات ‏شاشات «‏LED‏» لاستخدامها فى تزويد الركاب بمعلومات عن الرحلة، أو يمكن ‏استخدامها تجاريًا فى بث الإعلانات ‏التجارية مدفوعة الأجر، وتوجد أعلى الأبواب الجانبية شاشة ‏لإعلام الركاب باسم المحطة النهائية قبل استقلالهم القطار.
 
وسيتم تخصيص أماكن داخل عربات القطارات للكراسى ‏المتحركة الخاصة لذوى الاحتياجات الخاصة، مزودة بوسائل للتثبيت، وسيتم تزويد ‏العربات بخرائط أعلى أبواب الركاب من الداخل، تبين المسار عن طريق لمبات مضيئة لمساعدة ‏فاقدى حاسة ‏السمع، كما توجد فى محطات المونوريل دورات مياه خاصة بذوى الاحتياجات الخاصة، وكذلك أماكن للصلاة.