ياسر أيوب
بعد استبعاد تنس الطاولة والريشة الطائرة والهوكى والجولف والبلياردو من قائمة ألعاب الكرة والمضرب.. يمكن عقد المقارنة بين التنس والإسكواش فى مصر.. فحين جاء الضباط والجنود الإنجليز إلى مصر فى 1882.. لم يحملوا معهم السلاح فقط، إنما جاء الضباط بألعاب كثيرة، كان منها التنس والإسكواش، بينما حمل الجنود كرة القدم وحدها.
وهكذا بدأ التقسيم الطبقى والاجتماعى للرياضة المصرية، فكان التنس والإسكواش والفروسية والبولو والجولف والسباحة من ألعاب الأغنياء والباشوات والقصور ومن يريدون التقرب من الإنجليز والتشبه بهم، بينما أصبحت كرة القدم لعبة الفقراء والمهمشين فى الشوارع والحارات.. وبعد سنوات قليلة تم استثناء التنس من هذا التقسيم ليصبح منذ 1900 اللعبة الأكثر انتشارا فى مصر.
لعبة يحبها ويمارسها كثيرون.. ولم يعد هناك أى ناد رياضى يتأسس فى القاهرة أو الإسكندرية بدون ملاعب تنس أو ملعب واحد على الأقل.. وكان التنس هو اللعبة الأولى، سواء فى الأهلى أو الزمالك.. وبدأت فى 1925 بطولة مصر الدولية للتنس بمشاركة نجوم كبار، سواء مصريين أو أجانب مقيمين فى مصر أو جاءوا من أجل البطولة.
ولم تكن هناك أى مقارنة بين التنس والإسكواش، حيث أحب المصريون التنس ولم يعجب كثيرون منهم بالإسكواش رغم احترامهم لها كأحد الألعاب الراقية.. ورغم ذلك.. وبعد هذا المشوار الطويل جدا.. أصبح الإسكواش هو أكثر الألعاب المصرية نجاحا على المستوى الدولى، ففاز المصريون بكل بطولات اللعبة كرجال وسيدات وفى مختلف الأعمار وأصبح المصريون هم الأغلبية فى أى قائمة لمصنفى العالم الأوائل فى أى وقت.
وفى المقابل فشل التنس المصرى فى الفوز بأى بطولة كبرى باستثناء فوز مصر ببطولتى ويمبلدون ورولان جاروس حين لعب باسمها ياروسلاف دروبنى بعد هروبه من تشيكوسلوفاكيا ومنحه الملك فاروق الجنسية المصرية.
وإذا كان الإعلام الرياضى، سواء فى نيويورك أو لندن وباريس، لا يزال حتى الآن يتساءل عن سر تفوق المصريين فى الإسكواش.. فمن الممكن أن نتساءل نحن الآن عن سبب عدم تألق نفس المصريين فى التنس رغم الفوارق بين اللعبتين وأن الإسكواش أكثر صعوبة من التنس.
لدرجة أن يصبح إسماعيل الشافعى هو أعظم لاعب تنس مصرى الذى أصبح فى 1975 هو المصنف 34 على العالم، وبقى ذلك هو أكبر نجاح للتنس المصرى حتى أمس الأول، حين أصبحت النجمة الجديدة والكبيرة أيضا ميار شريف هى المصنفة 31 على العالم بعد فوزها ببطولة فالنسيا المفتوحة.
نقلا عن المصرى اليوم