يلعب فيتامين B12 دورًا مهمًا في تكوين خلايا الدم الحمراء ومواد الحمض النووي، والنقص فيه قد يسبب تلفًا للأعصاب.
ويكمن الخطر في تطور مراحل نقص فيتامين B12 ببطء في الجسم. حيث أن الشعور بنقص هذا الفيتامين لا يحدث الا بعد مرور فترة طويلة.
والأهم أن B12 ليس فيتامينًا واحدًا. بل هو مجموعة من المركبات التي لها نفس التأثير، يُطلَق عليها أيضا اسم "الكوبالامين" وهي مواد ضرورية للجسم وتلعب دورًا مركزيًا في تكوين خلايا الدم الحمراء ومواد الحمض النووي (DNA).
ولها دورٌ إيجابي على انقسام الخلايا وتفكك بعض الأحماض الدهنية، كما توضح الجمعية الألمانية للتغذية (DGE).
ويعتبر الكبد المخزن الرئيسي لاحتياط فيتامين B12، الذي يحتفظ به من ثلاث إلى أربع سنوات. لذلك قد يستغرق الأمر مدة طويلة للشعور بأعراض النقص الذي يتطور تدريجيًا ولا تتم ملاحظته عادة إلا عندما تكون الأعصاب قد تضررت بالفعل. فما هي الأعراض التي ينبغي مراعاتها وأخذها على محمل الجد؟
الأعراض
حرقة اللسان والتعب الدائم وقلة التركيز وفقدان الذاكرة والصداع وتقلب المزاج، هي أعراض تُنذِر بحدوث نقص في فيتامين B12
فهذ الفيتامين ينشط بعض الإنزيمات التي يتم تحويلها لاحقًا إلى الهيموغلوبين الذي بدوره هو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين في الدم.
لذلك إذا لم يحصل الجسم على ما يكفي من فيتامين B12 تبدأ سلسلة تفاعلات كاملة تظهر بنقص كمية الهيموغلوبين، وبالتالي ينقص عدد خلايا الدم الحمراء.
ويمكن أن يتطور ذلك إلى الأنيميا(فقر الدم)، فيعاني المريض من أعراض مثل التعب المستمر والضعف والشحوب والدوخة أو ارتفاع معدل ضربات القلب.
حاجة الجسم
وفقًا للجمعية الألمانية للتغذية، فإن الاحتياج اليومي من فيتامين B12 للشباب بداية من سن 13 عامًا وكذلك للبالغين هو 4 ميكروغرام.
وينصح الخبراء بتناول الجبن الجبلي، واللحوم والأسماك بشكل خاص لكونها تحتوي على نسبة عالية من هذا الفيتامين.
مشكلة المعدة
سبب آخر لنقص فيتامين B12 يكمن في المعدة. فحتى يتمكن الجسم من امتصاصه من الطعام يحتاج لنوع خاص من البروتين.
وهذا البروتين يتكون في المعدة. ويمكن أن تتعطل هذه الآلية في حالة أمراض الجهاز الهضمي المزمنة أو بعد التدخلات الجراحية وبالتالي في هذه الحالة يمكن أن يحدث نقص في فيتامين B12 في الجسم على الرغم من اتباع نظام غذائي صحيح.
الوقاية
عند المرحلة الأولى من ظهور علامات تضرر الأعصاب غالبًا ما يكون نقص الفيتامين قابلاً للتعديل، لكن هذا الأمر يصبح صعبًا بعد شهور أو سنوات على الإصابة بنقص فيتامينB12.
لذلك يجب استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض الأولى التي تشير إلى تلف الأعصاب، حيث يمكن عندئذ عمل اختبار فيتامين B12 للتأكد من مستوى هذا الفيتامين في الجسم.
هذا ويحذّر الأطباء من تناول فيتامين B12 بدون استشارة طبية لتحديد الجرعة المناسبة لكل مريض.