حمدى رزق
تلاقُح الأفكار: تبادل استفادة الأفكار بعضها من بعض أو اجتماعها لتوليد أفكار أسمى، هذا ما ينسحب على الحوار الصحى (غير المباشر) بين الدكتور صلاح الغزالى حرب أستاذ السكرى الشهير، والدكتور طبيب الأسنان خالد عبدالغفار وزير الصحة.. حوار عنوانه العريض حق المريض فى العلاج المجانى وبكرامة إنسانية.
مشكورًا، تفاعل الوزير مع رؤية الدكتور صلاح بدعم المستشفيات مباشرة بمخصصات العلاج على نفقة الدولة دون المرور من الباب العالى، اللجان الثلاثية المركزية، وجاء رد الوزير راقيًا، والمجال مفتوح لتلاقح الأفكار سعيا للغاية الأسمى وهى مُكنة العلاج على نفقة الدولة، لاسيما أن المخصصات المليارية متوفرة وبكرم إضافى.
يتساءل الوزير فى دهشة بادية: «ومن قال إن المستشفيات لا تُدعم (بضم التاء) سنويًا بأكثر من 100 مليار جنيه بين (باب ثانٍ) مستلزمات وأجهزة، وبين (باب سادس) إنشاء مستشفيات جديدة أو مراكز ووحدات طبية فى كل محافظات مصر (أكثر من ٩٠٠ مشروع) ».
ويسوق الدليل: «والدليل مستشفيات فى أسوان وسوهاج والأقصر وبنى سويف ودمياط وكفر الشيخ والغربية والسويس والإسماعيلية والمنوفية والبحيرة.. يتم تزويد المستشفيات بوحدات قساطر القلب والمخ المتطورة وأجهزة الأشعة المقطعية والرنين وكل المستلزمات، ومشاريع حياة كريمة 1115 وحدة ومركزًا و23 مستشفى فى قرى وريف مصر، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر».
ويتساءل الوزير: «وهل قرارات العلاج على نفقة الدولة تنتقص من هذه الميزانية؟، أبدًا العلاج على نفقة الدولة يحفظ للمواطن كرامته؛ لأنه لا يحتاج فى معظم الحالات إلا لخطاب المستشفى من الطبيب المعالج، ويُرفع إلكترونيًا ليتم الرد عليه أيضا إلكترونيًا دون تدخل المريض خلال أيام أو ساعات فى الحالات الطارئة».
اللجان الثلاثية فقط للحالات المستعصية، والتى تحتاج تدخلات متقدمة أو أدوية لعلاج الأمراض المناعية وأدوية الأورام التى يمكن أن تتكلف عشرات الآلاف شهريًّا لكل مريض، وهذا ما يحدث بالمناسبة مع شركات التأمين الكبرى التى توافق على الإجراء بعد عرض المستشفى (pre authorization).
يستفيد ملايين المرضى من هذه المنظومة التى تدعم أيضا منظومة قوائم الانتظار بما يقرب من 4 مليارات جنيه سنويًا بأكثر من 11 إجراءً جراحيًّا متقدمًا، مثل زراعة الأعضاء، وعمليات القلب المفتوح، وتغيير المفاصل، وجراحات المخ والأعصاب.
يقول الوزير: «هذه إجراءات ميسرة وسريعة لتقديم الخدمات الصحية، وتساهم فى تطوير المنشآت الصحية، وتساعد على دعم التدريب للأطباء وكافة الفرق الطبية من تمريض وفنيين وإداريين، وتحسن بنسبة بسيطة من دخول الأطباء».
يخلص الوزير إلى الفكرة الحاكمة للخدمة الصحية: «العلاج على نفقة الدولة حق أصيل لكل المواطنين طبقًا للدستور، ويضمن كرامة الإنسان.. والدليل أن ممثلى الشعب فى مجلسى النواب والشيوخ ينادون بمضاعفة ميزانية العلاج على نفقة الدولة خلال مناقشة لجنة الخطة والموازنة، اعترافًا منهم بأهمية دعم المواطن البسيط فى كل محافظات مصر بعلاج آمن وسريع يعاونه على شدة آلام المرض».
ويختم الدكتور عبدالغفار بدعاء الشفاء «اللهم اشفِ مرضانا، وساعدنا أن نكون سببًا فى رفع المعاناة ومساعدة المحتاجين».
نقلا عن المصرى اليوم