ياسر أيوب
لا يقاس النجاح الحقيقى لأى إنسان بما حققه ومقارنته بنجاحات ونتائج الآخرين.. إنما بانتصاره على ظروف وقيود وأزمات كان نجاحه معها مستحيلا.. وأن يبقى هذا الإنسان واقفا على قدميه يحلم ويحاول، رافضا الاستسلام لأى تعب أو يأس.. وألا تهزمه سخرية البعض أو شكوك آخرين كثيرين يصارحونه بمنتهى القسوة بأنه لن ينجح ولن يستطيع.. وفى مراكش أمس الأول.
نجحت إسراء عويس، بطلة مصر فى الوثب الطويل فى مراكش، فى الفوز بميدالية الذهب فى بطولة العرب.. وقد لا يكون رقم إسراء قريبا من الرقم القياسى الأوليمبى للألمانية ماليكا ميهامبو أو الرقم القياسى الإفريقى للنيجيرية إيسى برومى.. لكن من يعرف الحكاية الحقيقية لإسراء سيدرك أن رقمها الذى أهداها ميداليتها الذهبية العربية لم ولن يكون هو نجاحها الحقيقى.
وأن هذه الفتاة السمراء القوية والعنيدة لاتزال تملك فرصة تقليل الفارق وتحقيق ما هو أكبر وأهم من ميدالية عربية وإفريقية.. وحتى إن لم تنجح سيكفيها شرف المحاولة رغم كل الظروف.. فمنذ ثلاثة أعوام.. أصيبت إسراء فى مفصل قدمها وصارحها طبيبها بعد الجراحة بأنها ستضطر للاعتزال ولن تستطيع اللعب مرة أخرى.. ولم يكن ذلك رأى أو قرار طبيب واحد قد يصيب أو يخطئ.
إنم رأى أطباء كثيرين أجمعوا على استحالة عودة إسراء للملاعب مرة أخرى.. وإن عادت فلن تكون بطلة حتى على المستوى المحلى فى مصر.. ورفضت إسراء الاستسلام، وقررت أنها لن تعتزل وستحاول العودة مرة أخرى.. وبعد علاج طبيعى استمر ستة أشهر ثم تدريبات تمهيدية لمدة ثلاثة أشهر أخرى.. قررت إسراء أن تبدأ اللعب من جديد وسط نظرات إشفاق وتعليقات ساخرة ومحبطة.
بدأت إسراء تلعب وليس مقتنعا بحقها وقدرتها على العودة إلا مدربها هشام على.. وكانت أولى المفاجآت هى فوز إسراء ببطولة مصر وكسر رقم مصر القياسى فى الوثب الطويل.. ولم يكن ذلك كافيا لأن يدرك هؤلاء الآخرون خطأهم حين حكموا على إسراء بالموت الرياضى، لكنهم برروا ذلك بضعف المنافسة فى هذه اللعبة على المستوى المحلى.. ومرة أخرى لم تستسلم لهم إسراء ولم تصغ لكلامهم.
وسافرت العام الماضى إلى موريشيوس كبطلة مصر لتشارك فى البطولة الإفريقية.. وكانت المفاجأة الثانية هى فوز إسراء بميدالية البرونز الإفريقية.. وبعد هذه الميدالية اعتذر بعض من كانوا يسخرون ويشككون فى قدرتها.. وردت عليهم إسراء بمفاجأة ثالثة حين فازت بالميدالية الفضية فى الدورة الماضية لألعاب البحر المتوسط فى وهران بالجزائر.
نقلا عن المصرى اليوم