الأب رفيق جريش
بالأمس القريب كان يوم «اللاجئ العالمى»، كما أعلنته الأمم المتحدة، وهو اليوم الذى يدعو العالم للتفكير والتأمل فى موضوع أصبح خطيرا وهو المهاجرون والمهجرون، داخل أوطانهم، أى ينتقلون من مكان فيه خطر حرب أو مجاعة أو اضطهاد إلى مكان آخر أكثر أمنًا داخل الوطن الواحد. وهناك مهاجرون يتركون بلادهم إلى بلاد أخرى. أيضا بسبب الحرب مثل سوريا ولبنان والسودان أو لضيق ذات اليد فيظنون أن البلاد الغربية تقدم فرصا مغرية لهؤلاء الشباب إلى أن يكتشفوا الحقيقة المرة بأن العيش ببلاد غريبة مع عادات مختلفه شىء صعب جدًا، ناهيك عن أن قبولهم فى تلك المجتمعات ليس بالشىء الهين وفى الغالب يتولى المهاجرون الوظائف أو الأعمال الدونية التى يلفُظها أصحاب البلد أنفسهم.
حسب إحصائيات الأمم المتحدة هناك ٢١٠ ملايين مهاجر فى العالم وفى الغالب هم من الدول الإفريقية التى تعرضت لحروب أهلية وقبلية وفساد حكم إضافة إلى التصحر، رغم أن الموارد الإفريقية عظيمة، فهى من أغنى قارات العالم قاطبة، حيث الذهب والفضة والماس والبترول والغاز والأرض الخصبة والعمالة الرخيصة، ولكن لأسباب كثيرة لن نخوض فيها الآن، ظلت القارة الإفريقية فى الفقر بل افتقرت، وتسبب ذلك فى نزوح الكثيرين من بلد إلى بلد أو المغامرة للذهاب إلى أوروبا وعبور البحر المتوسط وأحیانًا المانش وصولًا لبريطانيا والاستعداد للموت من أجل هذا العبور كما رأينا فى مآسى ما جرى فى الأيام الأخيرة. البلاد الغربية فى مجملها تستقبل بعض المهاجرين والمهجرين رغم أن جميعهم يشتكون بأنهم وصلوا لنقطة التشبع.
.. مما سبب لهم مشاكل اجتماعية حادة خاصة أنهم لم ينجحوا فى دمج المهاجرين الجدد فى مجتمعهم.
أما فى مصر، البلد المضياف والتى استقبلت كثيرا من اللاجئين، منهم النبى إبراهيم والسيد المسيح وعائلته، تستضيف ٩ ملايين مهاجر من سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا والعراق وغيرهم فهم ضيوف وإخوة لمصر والمصريين ونحن نستقبلهم بكل قلوب مفتوحة ونتقاسم معهم اللغة والسكن والمدرسة والجامعة والعمل مع بعض المساعدات من المجتمع الدولى، التى لا تكفى كل البنود.
موضوع الهجرة والمهجرين والمهاجرين سيكون من الأزمات الكبرى فى السنوات القادمة حيث يبدو الحل بعيدًا وفى العالم أجمع أصبح موضوعًا مسيسًا للأسف دون النظر لاحتياجات الناس.
لذا ندعو الأمم المتحدة لأن تنظم خططًا جريئة وجديدة تحفظ للإنسان المهاجر كرامته وتحد من أسباب التهجير ولا يكون الإنسان مادة صراع بين الدول والجيوش والحروب الأهلية.. كيف يكون ذلك؟ هذا ما يجب دراسته بعمق.
نقلا عن المصري اليوم