أعلنت شركة الأدوية البريطانية العملاقة "جي إس كي"، الجمعة، أنها وافقت على تسوية دعوى قضائية أميركية تتعلق باحتمال تسبب عقار "زانتاك" الذي توقفت عن إنتاجه في الإصابة بمرض السرطان، مما حال دون وصول أول دعوى بهذا الشأن لساحات القضاء الشهر المقبل.
وقالت الشركة إنها توصلت لاتفاق سري مع أحد سكان ولاية كاليفورنيا الأميركية الذي يقول إنه أصيب بسرطان المثانة بسبب تناول "زانتاك".
وأشارت الشركة إلى أن موافقتها على التسوية تعكس رغبتها في تجنب تشتيت جهودها في عملية مطولة للتقاضي.
ولم تعترف الشركة بأي مسؤولية، وقالت إنها ستدافع عن نفسها بضراوة في أي دعوى أخرى تتعلق بعقار "زانتاك".
وكان من المقرر أن تبدأ المحاكمة المتعلقة بتلك الدعوى في 24 يوليو، لتكون بمثابة أول اختبار لصمود صحة ما قيل عن ارتباط "زانتاك" بالإصابة بالسرطان.
وصعد سهم الشركة 5.3 بالمئة بحلول الساعة 0824 بتوقيت غرينتش، مما جعله الأقوى أداء على مؤشر "فيننشال تايمز 100" القيادي في لندن، وفي طريقه ليسجل أفضل أداء يومي منذ ديسمبر.
وهناك عدد محدود من الدعاوى القضائية تتعلق بذات الأمر في كاليفورنيا، ونحو 78 ألف قضية في محكمة ولاية ديلاوير.
وبعد إقراره عام 1983، أصبح "زانتاك" المستخدم لعلاج الحموضة وحرقة المعدة من أوائل الأدوية التي تتخطى مبيعاتها السنوية مليار دولار.
ورغم أن شركة الإنتاج الرئيسية "جي إس كي| هي التي سوقت للعقار في الأصل، فقد باعته شركات أخرى عديدة من بينها "فايزر" و"بورينغر إنغلهايم" و"سانوفي"، إضافة إلى شركات الأدوية التي تنتج العقاقير بعدأن تسقط حقوق ملكيتها.
وسوت "فايز" و"سانوفي" دعوى مماثلة من ذات المدعي في كاليفورنيا أواخر العام الماضي.
وتسببت مخاوف الدعاوى القضائية المطولة وما قد يترتب عليها من التعويضات في خسارة 40 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات "جي إس كي" و"هاليون" التابعة لها و"فايزر" و"سانوفي" في أسبوع واحد تقريبا.
وجاءت تسوية الجمعة بعد انتكاسة مُنيت بها "جي إس كي" في مارس، عندما رفض قاض في كاليفورنيا محاولة الشركة لإبقاء شهادة خبراء عن ارتباط العقار بالإصابة بالسرطان خارج المحاكمة.
لكن الشركات التي تواجه دعاوى قضائية لذات السبب حققت نصرا كبيرا في ديسمبر، عندما رفض قاض اتحادي كل الدعاوى القضائية المرتبطة بـ"زانتاك" في محاكم اتحادية أميركية، وعددها نحو 50 ألفا، بعد أن رأى أن الآراء التي قدمها خبراء جاء بهم المدعون لربط "زانتاك" بالسرطان غير مدعومة بأدلة علمية.
وفي 2019، أوقفت شركات وصيدليات بيع "زانتاك" بسبب مخاوف من أن المكون الفعال الرئيسي فيه، وهو "رانتيدين" يتحلل بمرور الوقت ليشكل مكونا كيميائيا يسمى "إن دي إم إيه" أو "ثنائي ميثيل نتروزامين"، وهذا المكون موجود بمستويات منخفضة في بعض الأغذية والمياه، لكن أبحاثا خلصت إلى أن كميات كبيرة منه قد تسبب السرطان.
وسحبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 2020 من الأسواق كل أدوية "زانتاك" المتبقية في الأسواق، وكل العقاقير المنتجة باستخدام نفس تركيبته، مما تسبب في رفع العديد من الدعاوى القضائية، بينما نفت الشركات المعنية مرارا احتمال تسبب "زانتاك" في الإصابة بمرض السرطان.