مريم كامل
فمجتمعنا هذا يعيش في النفاق والتدليس والتضليل واخفاء الحقائق وقلب موازين العدل يغير الحق لباطل والباطل في نظرنا أصبح حقا 
 
يظن الناس في منطقتنا العربية أننا نعيش في مدينة فاضلة وسط العالم الفاسق ،و نحن وحدنا آخر المؤمنين القابضين على جمرة الفضيلة.. 
نعتقد أن الغرب غارق في الإثم والرذائل واننا وحدنا الأطهار الناجون من الجحيم الأبدي 
 
 فهم لا يرتاحون لأخبار المثليين وعلاقات البوي فريند وكازينوهات القمار في الغرب كما تدعون بالكذب عليهم فتشعرون وقتها أنكم الأفضل والأكثر أخلاقا. بل العكس تماما 
 
الحقيقة أن الغرب سبقنا اجتماعيا بسنين ضوئية عندما آمن بالإنسان، وعى بعجزه عن الملائكية وتوقف عن تمثيلها، اهتم بتنظيم العلاقات الاجتماعية والحياة، لم يفرض وصاية على أحد..
 
لم ينشغل المجتمع بتأهيل أفراده للجنة وأهلهم للتعايش على الأرض في صراع مستميت. لديهم من التصالح مع النفس جعلهم وجعل من يذهب من ههنا ويرحل لديهم من النابغين النافعين في العلم والمعرفة والثقافة والاختراع 
ً
 فالغرب عكسنا تماماً أعلوا قيم العدل والصدق والعمل، لا يلتفتون إلى تمثيليات التقوى ومظاهر الورع، يحاسبون الإنسان  أفعاله الخاصة فقط، رفعوا أيديهم عن المساحة الخاصة التي لا تخصهم وابعدوا الدين عن محاكماتهم بل وانتخابات الرئاسة لديهم.. وبعدوا كل البعد عن خلط الدين بالحياه العامه 
 
أصبحوا بالصدق أكثر فضيلة، ونعموا بالعدل في حياة أكثر جمالا ورفاهية..
 
أعطوا فأخذوا فنعموا فتقدموا وابهروا العالم كله بصنعيتهم ليس بدياناتهم 
 
 نظل نحن مشغولين بتمثيلياتنا الساذجة، نعلي من قيمة المظاهر التي تستهوي الشرائح الدنيا في الطبقة المتوسطة، نتعامل مع الدين كهوس، نزايد على بعضنا البعض كي نكسب أنفسنا قيمة لا نستحقها.. أو رضي بشر فقط دون الخالق عز وجل
 
ارضوا بإنسانيتكم؛ تنالوا مستحقاتها،.وتتغير حياتنا للأفضل والاعرق كما كنا منذ الأزل مثل أجدادنا في الماضي واصبحوا من خلال رقيهم وانجازاتهم فقط محل اهتمام من العالم كله إلي يومنا هذا 
 
أحبوا أنفسكم ومن حولكم؛ يرض الله عنكم.وترضون أنتم أيضا عن أنفسكم
دع الخلق للخالق سبحانه ليس لنا نحن ننصب المشانق لبعضنا البعض بل نترك الله يجازي ويحاسب كل واحد منا وما ارتكبه شرا كان أم خيراً 
 
اعملوا كي تعيشوا في الجنة على الأرض؛ أو تدخلوا في السماء..ليس بالدين المفتعل بل بالاخلاق والسماحة في الدين على جميع البشر تلك هي الحقيقة الوحيدة الغافله عن كل مبتدع الفضيلة وتناسي أن الدين أعمال وأفعال تشهد عن الإيمان