د. وسيم السيسي
وصلتنى دعوة كريمة من الدكتور بهى الدين مرسى، تقول: سنتحرك معًا لرفع وجيعة الإنسانية، وتعديل قراءة المهانة التى أصابت الإنسانية فى نحت فنى لتمثال شامبليون، وهو يطأ بقدمه رأس ملك مصرى.. إلخ، قبلت الدعوة لهذه الأمسية الثقافية فى بيت السنارى بالقاهرة، التابعة لمكتبة الإسكندرية، وكان من الحضور الوزير أ. د. أحمد زايد، رئيس مكتبة الإسكندرية، أ. د. ناهد عبدالحميد، أ. د. هدى زكريا، أ. د. هالة الطلحاتى، أ. إيمان الخضرى، أ. د. أستاذ القانون والمحامى الدولى محمد بكرى، وجمهور غفير.
حدثتهم كيف أن تمثال العار هذا إنما هو تمثال انتقامى من إسماعيل باشا؛ لأنه رفض دفع ستمائة ألف دولار لأوجست فردريك بارتولدى ثمنًا لتمثال الحرية، الذى طلبه منه لوضعه على مدخل قناة السويس عند افتتاحها، مما اضطر بارتولدى إلى بيع هذا التمثال للحكومة الفرنسية بأبخس الثمن، والتى أهدته لأمريكا فى عيد استقلالها المئوى. غضب بارتولدى الماسونى «التليفزيون الفرنسى»، فصنع هذا التمثال: شامبليون واضعًا قدمه على رأس أحد ملوك مصر.
المؤسف أن سفير فرنسا فى مصر يقول: هذا التمثال يعبر عن الروابط التى تربط مصر بفرنسا، وهو هناك منذ ١٢٠ عامًا، وسيظل ١٢٠ عامًا أخرى!. «السفير ستيفان روماتييه يناير ٢٠١٩»، ويومها كتبت مقالة فى «المصرى اليوم» بعنوان: «ماكنش العشم يا سيادة السفير أن تشبه قدم شامبليون على رأس أحد ملوك مصر بالعلاقة بين فرنسا ومصر، لقد خانك التوفيق فى التشبيه يا مسيو ماتييه».
والمؤسف أكثر أن سفيرنا فى فرنسا، علاء يوسف، يزف إلينا بشرى الإبقاء على التمثال فى مدخل الكوليج دى فرانس، مع مذكرة توضيحية أن بارتولدى الماسونى الموتور من الخديو إسماعيل الكاره للحضارة المصرية «سيجموند فرويد»، كان مُحِبًّا ومقدرًا للحضارة المصرية!!. هذا امتهان للعقل وتزييف للتاريخ!.
قلت فى المحاضرة: فرنسا وشامبليون أبرياء من تمثال العار هذا، شامبليون مات ١٨٣٢، وهذا التمثال فى الكوليج دى فرانس منذ ١٨٧٥م، والذى يجب أن يُدان، مع إخفاء تمثال الحقد والضغينة، هو بارتولدى. هذا التمثال مخالف لقانون دولى يحرّم الإساءة بالفن لأى فرد أو شعب «ازدواجية المعايير- الإساءة للرسول الكريم»، وهل يقبلون تمثالًا فى مدخل دار ابن لقمان بالمنصورة، لجندى مصرى واضعًا قدمه على رأس
لويس التاسع؟!.
نحن لا نقبل هذا لأن الحضارة هى عدم إيذاء مشاعر الآخرين!، ماذا تفعل فرنسا لو أن إنجلترا نحتت تمثالًا لجورج الثالث واضعًا قدمه على رأس نابليون بونابرت «موقعة واترلو»؟!.
الشكر الجزيل لمَن وقف ويقف معى حتى نمسح هذا العار عن فرنسا قبل مصر لأن رأس تحوتمس أو رمسيس الثانى رمز للحضارة البشرية، التى يجب على فرنسا أن تتباهى بها لا أن تقبل وضعها تحت قدم أحد أبنائها. قال شامبليون: يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة
المصرية القديمة.
الشكر الجزيل لوزيرة الثقافة سابقًا، الدكتورة إيناس عبدالدايم، التى أوفدتنى إلى أكاديمية روما وباريس لإخفاء هذا التمثال، الشكر الجزيل للأستاذ الدكتور محمد زينهم، الذى أهدانى تمثالًا ضخمًا فيه شامبليون معنفًا بارتولدى، الساجد أمامه يطلب منه العفو والمغفرة.
كانت توصياتى فى نهاية المحاضرة: ١- العمل على إخفاء هذا التمثال بطلبات من المسؤولين. ٢- اعتذار الكوليج دى فرانس. ٣- دعوى فى المحاكم الدولية يُقيمها الدكتور محمد بكرى باسم شعب مصر، فله عشرون مقالة وكتابًلا، عن تمثال العار هذا، وهو جندى يذوب حبًّا فى مصر.
نقلا عن المصرى اليوم