مجدي جورج باحث اقتصاد دولي 
 
اولا مجموعة فاجنر العسكرية هي مجموعة من المرتزقة الخاصة التي كونتها روسيا لكي تكون ذراعها للتدخل في الدول الافريقية  وفي غيرها بعيدا عن التدخل الرسمي للجيش الروسي .
 
ثانيا هذه المجموعات شبه العسكرية نتيجة الدعم شبه الدسمي لها من السلطات الروسية ونتيجة ما استطاعت الاستحواذ عليه من ذهب ومن غيره ومن تجارتها في البترول في سوريا مثلا وفي غيرها كونت ثروات طائلة سمحت لها بامتلاك المعدات العسكرية الضخمة وزيادة عدد قواتها لانها تدفع لهم مرتبات ضخمة جدا.
 
ثالثا هذه القوات لم تختبر جيدا سواء في افريقيا او في سوريا وليبيا  او في غيرها لكن الحرب الاوكرانية كانت بالنسبة لها هو الاختبار المهم وقد نجحت هذه القوات في اجتياز هذا الاختبار خصوصا في باخموت التي استطاعت السيطرة عليها بعد قتال عنيف استمر لاشهر عديدة .
 
رابعا حدث ما يشبه الغيرة من نجاح قوات فاجنر بالسيطرة علي باخموت من قادة الجيش الروسي الذين لم يبلوا بلاء حسن في المعارك وقد اتهم قائد فاجنر   يفغيني بريغوجين وزير الدفاع الروسي بمنع الامدادات العسكرية عن قواته بل ووصل الامر الي اتهامه للجيش الروسي بقصف قواته .
 
خامسا قامت مجموعة فاجنر اليوم بالسيطرة علي قاعدة عسكرية روسية في منطقة روستوف وهدد بالذهاب الي موسكو للاطاحة بالقيادات العسكرية التي يوجه اليها اللوم دائما .
 
سادسا قائد فاجنر ليس في حالة عداء مع  بوتين  ولم يحدث بسوء  عنه ولم يهدده بل يهدد القادة العسكريين الاخرين وعلي راسهم وزير الدفاع الروسي وقادة القوات المسلحة .
 
سابعا بوتين بالطبع رغم ان قائد فاجنر ربيبه وهو من صنعه الا انه انحاز للقوات العسكرية وقادته العسكريين واصدر قانون يحرم من يحاول خيانة الوطن كما قال .
ثامنا هناك مستفيدين  من الخارج اولهم اوكرانيا  ومن ورائها العرب التي ستستغل ما يحدث بالتاكيد وتحاول اشعال الامور اكثر رغبة في هزيمة روسيا بل ومحاولة للتخلص من بوتين نفسه .
 
تاسعا هناك مستفيدين من الداخل وهم القوات الشيشانية ورئيسها  رمضان قديروف الذي كان في حالة عداء مع مجموعات فاجنر والذي يصنع من نفسه وكانه الخادم المطيع لبوتين منذ ايام السيطرة علي ماريوبيل وقد تقوم هذه القوات الشيشانية بقتال مجموعة فاجنر وبذلك تفقد روسيا اهم مجموعتين قتاليتين لديها .
 
عاشرا اخاف من مشهد اعتلاء المدنيين للدبابات الروسية التي انتشرت في بعض الشوارع لانه يذكرني باعتلاء هولاء المدنيين وعلي راسهم بوريس يلتسن هذه الدبابات في بداية تسعينات القرن الماضي والتي كانت بداية انهيار الاتحاد السوفياتي ولذا فانني اضع يدي علي قلبي خوفا من ان تكون هذه الحوادث بداية لتفكك الدولة الروسية نفسها وهذا ما كتبته في مقالة منذ بداية الحرب الروسية الاوكرانية .