Oliver كتبها
-عظيم و ممجد هو مسيحنا القدوس.كلامه صلاة و صلاته حياة.وهبنا بصلاته لغة التخاطب السمائية.كان يصلى بنا و لنا و من أجلنا.ما زالت صلواته شفاعة لا تزول عنا.ما زالت طلباته للآب سبب إستجابته لنا.صلاة المسيح أعظم درس للصلاة  تفتح لنا كنوز الرحمة و النعمة و الخلاص.

-أكثر من عشرون مرة يذكر لنا الإنجيل أن المسيح صلى هذا ليس حصراَ لعدد مرات الصلاة لكنها نماذج صالحة للصلاة فى ظروف متنوعة.أما المسيح فكان بمحبة دائمة فى صلة لا تنقطع روحياً و فكرياً بالآب و الروح القدس.فلنتأمل حالة واحدة لأحد صلوات المسيح.إنجيل يوحنا 16 و 17.

-فى الإصحاحات التى تسمي إصحاحات الباراقليط يو15 و 16 و 17.كان المسيح يعلم عن الروح القدس و الآب.يكشف لأول مرة للبشرية أسراراً لا يعرفها عن الثالوث إلا الثالوث القدوس..تكررت بعض المفردات فى تعليمه .مثل (المجد-الثبات-الحياة الأبدية-بغضة العالم-الملكوت) و غير ذلك.ثم بعد التعليم صلى المسيح.مستخدماً عبارات شبيهة مما كان يعلم به. لنجد أن صلاته تعليم و تعليمه صلاة.

-هذا المقال ليس شرحاً لصلاة المسيح بل فقط ملاحظات مقتبسة من صلاة المسيح  تنفعنا فى صلواتنا.

- فى صلاة المسيح فى إصحاح 17.نجد الرب يسوع يستخدم نفس العبارات التى كان يعلم بها فى الإصحاحات السبقة..يخاطب الآب عن المجد و الأبدية .يطلب لأجل نصرة شعبه على بغضة العالم و لأجل نصيبنا فى الملكوت. بلغة لم يعتادها أى يهودى.لغة تتخطي الزمن فتجعلنا فى أبدية و نحن على الأرض.تتخطى عوائق النفس و الجسد و الروح و تكلم الآب بوجه مكشوف.

- حين يصلى لأجل تلاميذه لم ينس أن يصلى لأجلنا.لذلك قال لست أسأل لأجل هؤلاء فقط( تلاميذه) بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بى بكلامهم ( من خلال كرازتهم) .يو17: 20.لننظر كيف أننا جميعاً كنا فى صلاة المسيح كلما صلى.صلاته بهذه العبارة مستمرة لأجل كل الأجيال.

-حين نتأمل صلاة المسيح لا نجده يبحث عن عبارات يقولها.بل فكره ينساب تلقائيا بنفس لغة حياته اليومية.نشعر أنه يخاطب أبيه حقاً.كلامه عميق و بسيط  و مفهوم فى نفس الوقت.صلاته غير مشتتة فى موضوعات متفرقة.لأنها ترجمة لما كان يعلم به فى الساعات السابقة عن هذه الصلاة.

-صلاة المسيح عجيبة.تأخذ البشر و تضعهم فى الثالوث.لا  توجد وسيلة للإتحاد بالثالوث غير المسيح و هو لأجل هذا الإتحاد صلى ثم فدانا بالصليب لنتأهل لإستجابة صلاته.يو17: 21.

-فى صلاة المسيح يو17  يقدم المسيح تقريراً بخدمته قدام الآب القدوس.( أنا مجدتك على الأرض العمل الذى أعطيتني لأعمل قد أكملته.ع4- أنا أظهرت إسمك للناس ع 6- من أجلهم أنا أسأل ( أصلى وأنوب عنهم وأشفع فيهم) ع 8 أنا قد أعطيتهم كلامك ع 14 – أنا عرفتك ع 25. من يستطيع أن يقدم تقرير خدمة كصلاة مثلما فعل السيد المسيح.

-  فى صلاته قدم الرب يسوع أيضاً  وعوداً للآب ( لأجلهم أقدس أنا ذاتى ليكونوا مقدسين.هذا وعد بإكمال الفداء بالصليب لكى نتقدس بالخلاص ع 19).عرفتهم إسمك و سأعرفهم ع 26.هذا وعد بإستمرار المسيح مسئولاً عن الوساطة بين الله و الناس.

- صلاة عجيبة لم يطلب فيها المسيح أى شيء أرضى.و الطلب الوحيد لنفسه هو (المجد) (الذى كان له قبل إنشاء العالم) ع5. فالمسيح لا يحتاج مجداً جديداً أو إضافياً بل مما له يتمجد.

- هذه صلاة ما قبل الصليب.تفسر لنا الكثير مما كان يدور حين كان المسيح يختلى بالآب.تقول لنا أننا كنا و ما زلنا محور حديث الأقانيم معاً.هذه صلاة لاهوتية لا يجرؤ إلا المسيح أن يصليها.