كتب - محرر الاقباط متحدون 
وجه نيافة الانبا مكاريوس اسقف المنيا وتوابعها للاقباط الارثوذكس ، اليوم ٢٨ يونيو  رسالة رعوية لشعب الكنيسة بعنوان "زيارة العذراء  لأليصابات، وجاء بنصها : 
 
بعد بشارة الملاك لزكريا، أخفت اليصابات نفسها ٥ أشهر حتى تتأكد من الحبل قبل الحديث عنه إلى الناس، وقد نزع الله عارها من بينهم.
 
 قضت تلك الشهور في خلوة وصوم وصلاة متفكرة في هذا الحدث العظيم، وكان زكريا زوجها نفسه صامتا كأمر الملاك، وليس كما يظن البعض أن اختفاءها كان بسبب الحسد.
 
 وقد ذهبت مريم إلى أليصابات لتخدمها بسبب صلة القربى حتى تلد، لا سيما وانها وحيدة ليس لها أولاد وهي كذلك متقدمة في الأيام، ولتمجد الله صانع العجانب. 
 
وعلى الرغم من الكرامة الكبيرة التي خص الله بها مريم العذراء إلا انها لم تتوان عن خدمة اليصابات، وقطعت مسافة ١٢٠ كم لتصل إليها.
 
ونجد بين الشخصيتين عدة مقابلات منها:
 
 النسب بينهما هوذا نسيبتك أليصابات، فالقديسة حنة والدة مريم العذراء هي ابنة خالة القديسة أليصابات والدة يوحنا المعمدان، ومن هنا يأتي معنى لقب يوحنا "نسيب عمانوئيل" ،  وبينما تمثل أليصابات العهد القديم، تمثل العذراء مريم العهد الجديد.
 
إذ منها ياتي المخلص الذي كانوا ينتظرونه، وهكذا تقابل العهدان من خلال حضور الرب يسوع.
 
 وكما تمثل أليصابات معجزة الحمل في سن الشيخوخة، هكذا مريم تحبل وهي عذراء بدون زرع بشر.
 
" لقاءات القديسين"
 يذكرنا هذا اللقاء النادر والتاريخي بلقاءات عظام الآباء مثل ملكي صادق وإبراهيم، ويعقوب ويوسف، وطوبيا وابنه، والأنبا أنطونيوس والأنبا بولا، ومع الأنبا مقاريوس والقديس يسطس الأنطوني والأب عبد المسيح الحبشي، وغيرهم، إنها لقاءات العظماء.
 
 
في هذه الزيارة لم تتكلم أليصابات عن نفسها، وإنما امتدحت العذراء والتي من جهتها لم تدع أليصابات تسترسل في المديح، بل بادرت بتوجيه المجد لله تعظم نفسي الرب.
 
هكذا يليق بنا ونحن نتزاور أن يكون حديثنا خاليا من الإدانة والسلب، بل مجد الله وليس مجدنا نحن كما ولا ندع أحدا يسترسل في مدحنا.
 
ولقد أمنت أليصابات دون أن ترى على العكس من توما إن سلام مريم العذراء وتأثيره على الجنين أكد التجسد الإلهي.
 
 فقد ارتكض الجنين بابتهاج في بطن أليصابات إذ حل الرب في المكان،  وعندما تحدثت أليصابات إلى مريم كانت بذلك ثاني من يؤمن بالتجسد،  ومن ثم صارت أليصابات أول المبشرين بالمسيح، واصفة السيدة العذراء بـ "التيئوتوكوس" -(أم ربي) .
 
 ولفظة رب: لا تعني مجرد سيد، وإن كان هذا أحد معانيها، فتوما يقول له: ربي والهي، وقال عنه يوحنا الحبيب: هو الرب،  والقديس بولس يقول : وليس أحد يقدر أن يقول: "يسوع رب إلا بالروح القدس.
 
ويرد في سفر الاعمال: فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربا و مسیحا.
 
أما ارتكاض الجنين فالمقصود أنه تهلل فرحا مثلما رقص داود أمام التابوت، فمريم هي تابوت العهد الجديد حيث يسكن الله فيه بتجسد يسوع المسيح في أحشائها.
 
 وكما أقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر هكذا بقي تابوث الرب في بيت عوبيد أدوم  ثلاثة أشهر.
 
وكما هتفت أليصابات: من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟، هكذا خاف داود من الرب في ذلك اليوم وقال: كيف يأتي إلي تابوت الرب ؟ .
 
نعظمك باستحقاق مع أليصابات نسيبتك قائلين: مباركة أنت في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك.