محرر الأقباط متحدون
"لقد كان بطرس وبولس شخصَين حقيقيين، ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى أشخاص حقيقيين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد القديسين بطرس وبولس
بمناسبة الاحتفال بعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها اليوم عيد الرسولين بطرس وبولس، في الإنجيل يقول يسوع لسمعان، أحد الإثني عشر: "أَنتَ صَخرٌ، وَعَلى الصَّخرِ هَذا سَأَبني كَنيسَتي". بطرس هو اسم له معانٍ متعددة: يمكن أن يعني الصخر، الحجر أو ببساطة الحصى. وبالفعل، إذا نظرنا إلى حياة بطرس، نجد نوعًا ما جميع هذه الجوانب الثلاثة لاسمه.
تابع البابا فرنسيس يقول بطرس هو صخرة: في كثير من اللحظات يكون قويًا وثابتًا وحقيقيًا وسخيًّا. ترك كل شيء ليتبع يسوع، واعترف به بأنّه المسيح، ابن الله الحي يتعرف عليه، ورمى بنفسه في البحر كي ليذهب سريعًا للقاء القائم من بين الأموات. ثم، بجرأة وشجاعة، أعلن يسوع في الهيكل، قبل وبعد أن تمَّ القبض عليه وجلده. يحدثنا التقليد أيضًا عن ثباته إزاء الاستشهاد الذي حدث هنا. إنه صخرة.
أضاف الأب الأقدس يقول لكن بطرس هو أيضًا حجر مناسب لكي يقدِّم الدعم للآخرين: حجر، إذ يقوم على المسيح، يعمل بمثابة دعم للإخوة من أجل بناء الكنيسة. نجد هذا أيضًا في حياته: فهو يجيب على دعوة يسوع مع أندراوس أخيه، ويعقوب ويوحنا؛ يثبِّت إرادة الرسل باتباع الرب؛ يعتني بالذين يتألمون، ويعزز ويشجع الإعلان المشترك للإنجيل. إنه حجر وبالتالي نقطة مرجعيّة موثوقة من أجل الجماعة كلِّها. لكن بطرس هو أيضًا مجرّد حصى بسيطة: وغالبًا ما يظهر صغره. وأحيانًا لا يفهم ما يفعله يسوع؛ إزاء اعتقاله، سمح للخوف بأن يسيطر عليه وأنكره، ثم تاب وبكى بمرارة، ولكنه لم يجد الشجاعة لكي يبقى عند أقدام الصليب. فاختبأ مع الآخرين في العلية خوفا من أن يتم القبض عليه. وفي أنطاكية بدا مُحرجًا لكونه مع الوثنيين المرتدِّين - وذكره بولس بالثبات في ذلك -؛ في النهاية، ووفقًا لتقليدQuo vadis ، حاول أن يهرب إزاء الاستشهاد، ولكنه التقى بيسوع على الطريق واستعاد الشجاعة ليعود إلى الوراء.
تابع الأب الاقدس يقول في بطرس نجد هذا كلّه: قوة الصخرة وموثوقية الحجر وصغر حجم الحصى البسيطة. هو ليس إنسانًا خارقًا: بل هو إنسان مثلنا، يقول "نعم" ليسوع بسخاء في نقصه. ولكن هكذا فيه - كما في بولس وجميع القديسين - يبدو أن الله هو الذي يقوينا بنعمته، ويوحِّدنا بمحبته ويغفر لنا برحمته. وبهذه البشرية الحقيقية كوّن الروح الكنيسة. لقد كان بطرس وبولس شخصَين حقيقيين، ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى أشخاص حقيقيين.
لذلك خلص البابا فرنسيس إلى القول لننظر إلى داخلنا ولنطرح على أنفسنا بعض الأسئلة انطلاقًا من الصخرة والحجر والحصى. من الصخرة: هل يوجد فينا الحماس والغيرة والشغف للرب وللإنجيل، أم أنه شيء يتفتت بسهولة؟ ومن ثم هل نحن حجارة عثرة، أم حجارة بناء للكنيسة؟ هل نعمل من أجل الوحدة، وهل نهتمُّ بالآخرين ولاسيما بالأشدّ ضعفًا؟ وختامًا، بالتفكير في الحصى: هل ندرك صغرنا؟ ولاسيما: هل نوكل في الضعف أنفسنا للرب الذي يصنع العظائم مع المتواضعين والصادقين؟ لتساعدنا مريم العذراء، سلطانة الرسل لكي نتشبّه بقوّة وسخاء وتواضع القديسَين بطرس وبولس.