كتب - محرر الاقباط متحدون 
استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وفدًا من البطريركية المسكونيّة، بمناسبة عيد القديسين الرسولين بطرس وبولس، وقال قداسته : 
 
 يقودنا جوُّ هذا اللقاء أيضًا لكي نشارك الاهتمامات؛ وأهمها، الاهتمام بالسلام، لا سيما في أوكرانيا المعذبة. إنها حرب، إذ تلمسنا عن كثب، تظهر لنا كيف أن جميع الحروب في الواقع ليست سوى كوارث، وكوارث شاملة: للشعوب والعائلات، للأطفال والمسنين، للأشخاص الذين أجبروا على ترك بلادهم، للمدن والقرى والخليقة، كما رأينا مؤخرًا بعد تدمير سد نوفا كاخوفكا. كتلاميذ للمسيح، لا يمكننا أن نستسلم للحرب، وإنما لدينا واجب العمل معًا من أجل السلام. إن الواقع المأساوي لهذه الحرب التي يبدو أنه لا نهاية لها، يتطلب من الجميع جهدًا خلّاقًا مشتركًا لتخيل وتنفيذ مسارات سلام، نحو سلام عادل ومستقر. إنَّ السلام بالتأكيد ليس حقيقة يمكننا تحقيقها بمفردنا، وإنما هو أولاً عطيّة من الرب. ومع ذلك، هو عطية تتطلب موقفًا مناسبًا من جانب الإنسان، ولاسيما من المؤمن، الذي يجب أن يشارك في عمل الله الذي يبعث السلام.
 
بهذا المعنى، تابع الأب الأقدس يقول يظهر لنا الإنجيل أن السلام لا يأتي من مجرد غياب الحرب، بل يولد من قلب الإنسان. إنَّ ما يعيقه في الواقع، هو في النهاية الجذر السيئ الذي نحمله في داخلنا: الامتلاك، والرغبة في السعي الأناني لتحقيق مصالحنا الخاصة على المستوى الشخصي والمجتمعي والوطني وحتى الديني. لذلك اقترح علينا يسوع علاجًا لارتداد القلب، وتجديده بمحبة الآب، الذي "يطلع شمسه على الأشرار والأخيار، وينزل المطر على الأبرار والفجار". إنه حب مجاني وشامل، لا يقتصر على مجموعاتنا الخاصة: ولذلك فإن لم تعلن حياتنا حداثة هذا الحب، فكيف يمكننا أن نشهد ليسوع للعالم؟ إزاء الانغلاق والأنانية علينا أن نضع أسلوب الله الذي، وكما علمنا المسيح بمثله، هو خدمة وإنكار للذات. يمكننا أن نكون على يقين من أنّه، من خلال تجسيده، سينمو المسيحيون في الشركة المتبادلة وسيساعدون العالم المطبوع بالانقسامات والخلافات.
 
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أعزائي أعضاء الوفد، أؤكد لكم صلاتي من أجلكم ومن أجل الكنيسة التي تمثلونها هنا اليوم. أسأل الرب، بشفاعة القديسين بطرس وبولس والقديس أندراوس، أخو بطرس، أن يكون لقاءنا هذا خطوة إضافيّة في المسيرة نحو الوحدة المرئية في الإيمان والمحبة. وأسألكم أخويًا أن تصلوا من أجلي ومن أجل خدمتي.