محرر الأقباط متحدون
"حتى الأصغر بيننا، لديه شيء مهم ليقوله، وعطية نبوية ليشاركها مع الآخرين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يقول يسوع في إنجيل اليوم: "من يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي يأخذ". هو يتحدث عن النبي ولكن من هو النبي. هناك من يتخيله كساحر يتنبأ بالمستقبل. إنها فكرة خرافية والمسيحي لا يؤمن بالخرافات كالسحر والورق والأبراج وما شابه. فيما يرسم البعض الآخر النبي كشخصية من الماضي فقط، كان موجودًا قبل المسيح لكي يبشِّر بمجيئه. ومع ذلك، يتحدث يسوع عن الحاجة إلى قبول الأنبياء؛ وبالتالي هم لا يزالون موجودين، ولكن من هم؟
 
تابع البابا فرنسيس يقول النبي، أيها الإخوة والأخوات، هو كل واحد منا: في الواقع، مع المعمودية نلنا جميعًا عطية ورسالة النبوة. نبيٌّ هو الذي، بقوّة المعمودية، يساعد الآخرين على قراءة الحاضر تحت عمل الروح القدس، وعلى فهم مشاريع الله والاجابة عليها. بمعنى آخر، هو الذي يدل الآخرين على يسوع، ويشهد له، ويساعدهم على عيش الحاضر وبناء الغد وفقًا لمخطّطاته. وبالتالي نحن جميعًا أنبياء، وشهود ليسوع لكي تتألق قوة الإنجيل في الحياة اليومية والعائلية والاجتماعية. النبي هو علامة حية تدل الآخرين على الله، انعكاس لنور المسيح على درب الإخوة. ولذلك يمكننا أن نسأل أنفسنا: أنا، الذي تم اختياره نبيًا في المعمودية، هل أتحدث، ولاسيما، هل أعيش كشاهد ليسوع؟ هل أحمل القليل من نوره إلى حياة شخص ما؟ هل أتأكّد من ذلك؟ هل أسأل نفسي: كيف هي شهادتي ، كيف هي نبؤتي؟
 
أضاف الأب الأقدس يقول يطلب الرب أيضًا في الإنجيل أن نقبل الأنبياء؛ لذلك من المهم أن نقبل بعضنا بعضًا لكوننا كذلك، كحملة لرسالة من الله، كل بحسب حالته ودعوته، وأن نقوم بذلك حيث نعيش: في العائلة، في الرعية، في الجماعات الرهبانيّة، وفي المجالات الأخرى من الكنيسة والمجتمع. إنّ الروح القدس قد وزع مواهب النبوة على شعب الله المقدّس: لهذا من الجيد أن نصغي إلى الجميع. على سبيل المثال، عندما يتعين علينا اتخاذ قرار مهم، من الجيد أولاً أن نصلّي ونستدعي الروح القدس، ولكن من ثمّ أن نصغي ونحاور، في الثقة بأن كل فرد منا، حتى الأصغر بيننا، لديه شيء مهم ليقوله، وعطية نبوية ليشاركها مع الآخرين. وهكذا يتم البحث عن الحقيقة وينتشر جوٌّ من الإصغاء إلى الله والإخوة، حيث لا يشعر الأشخاص بأنهم مقبولون إلا إذا قالوا ما يحلو لنا، بل يشعرون بالقبول والتقدير لكونهم عطايا.
 
تابع الحبر الأعظم يقول لنفكر في عدد النزاعات التي يمكن تجنبها وحلها بهذه الطريقة، من خلال الإصغاء إلى الآخرين مع الرغبة الصادقة في فهم بعضنا البعض! أخيرًا، لنسأل أنفسنا: هل أعرف كيف أقبل الإخوة والأخوات كعطايا نبوية؟ هل أؤمن أنني بحاجة إليهم؟ هل أصغي إليهم باحترام ورغبة في التعلم؟ لأن كل واحد منا يحتاج إلى أن يتعلّم من الآخرين.
 
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لتساعدنا العذراء مريم سلطانة الأنبياء لكي نرى ونقبل الخير الذي زرعه الروح القدس في الآخرين.