محرر الأقباط متحدون
في أعقاب الزيارة التي قام بها إلى موسكو رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال ماتيو زوبي موفداً خاصاً من البابا فرنسيس أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن الإيطالي جانبيارو كاروزو الذي يخدم الجماعة الكاثوليكية الإيطالية في روسيا منذ خمس وعشرين سنة، معبرا عن أمله بألا تكون الكلمة الأخيرة للحرب، وشدد على ضرورة صب الاهتمام على مسيرة الوحدة بين الكنائس التي تشكل ركيزة للسلام.
مما لا شك فيه أن زيارة الكاردينال ماتيو زوبي إلى روسيا والتي دامت يومين زرعت الأمل والرجاء في نفوس الجماعة الكاثوليكية المحلية، ورأى الأب كاروزو في الزيارة حدثاً تاريخياً بحسب انطباعه الشخصي كما قال. وأكد أن حضور الكاردينال الإيطالي في موسكو يكتسب أهمية كبيرة بحد ذاته، وستتضح أهميته هذه مع مرور الوقت. وأضاف أن ثمة العديد من العناصر السياسية والتاريخية التي ينبغي أن تؤخذ في عين الاعتبار وأن تُقيّم، لكن يجب ألا ننسى أن هناك عاملاً آخر لا يمت بصلة إلى التحاليل البشرية، ألا وهو الثقة بأن المسيح نفسه هو من يوجّه مسار التاريخ، ومن هذا المنطلق، لا بد أن ندرك أن الزيارة ستحمل ثمارا غير متوقعة اليوم.
الأب كاروزو شارك، مع الأساقفة الكاثوليك في روسيا وعدد كبير من الكهنة والسفراء وممثلين عن وزارة الخارجية، في القداس الإلهي الذي ترأسه الكاردينال زوبي في كاتدرائية موسكو في التاسع والعشرين من الشهر الفائت، وقال إنه ليس من قبيل الصدفة أن الاحتفال تم تزامناً مع عيد القديسين بطرس وبولس، كما أن العظة التي ألقاها رئيس مجلس أساقفة إيطاليا اكتسبت أهمية كبيرة نظرا إلى السياق التاريخي الذي نعيشه اليوم، وسلطت الضوء على أهمية تحقيق الوحدة بين مختلف الكنائس.
رداً على سؤال بشأن تأثير وحدة المسيحيين على حل الصراع الدائر حالياً، قال الكاهن الإيطالي إن هذا الإنجاز لن يؤثر على الصراع وحسب إنما على مجرى التاريخ ككل. وشاء أن يتوقف عند التصريحات التي أدلى بها رئيس أساقفة موسكو الكاثوليكي المطران باولو بيتسي داعياً إلى سلام خلاق ومبدع، وقال كاروزو إن هذا الأمر يتطلب من كل مؤمن أن يسأل ضميره عما يمكن أن يفعل هو شخصياً كي يتحقق السلام، وهذا ينطبق أيضا على المؤمنين الذين يعيشون أوضاعاً مختلفة تماماً عن الأوضاع التي تمر بها روسيا والمنطقة. وأضاف أن كل مؤمن في العالم مسؤول عن الإسهام يومياً في تحقيق السلام، هذا السلام الذي يحتاجه العالم بشدة.
بعدها أكد الأب كاروزو أن العديد من أبناء الجالية الكاثوليكية الإيطالية عادوا إلى بلادهم، كما أن شركات إيطالية عدة أقفلت أبوابها وانتقل موظفوها إلى أماكن أخرى. ولفت إلى أنه لمس هذا الأمر لمس اليد خصوصا لكونه يدرّس التعليم الديني في مدرسة "إيتالو كالفينو" الإيطالية في موسكو. في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني توقف الكاهن الإيطالي عند أهمية الرجاء في حياة الأشخاص، الذي ينبغي أن يستمر في إنعاش القلوب، وقال إنه يذكّر المؤمنين دوماً بأن الرب يسوع، القائم من الموت، هو سيد التاريخ وبأن قيامته من بين الأموات غيّرت مسار التاريخ، وعلى المؤمنين أن يتذكروا هذه الحقيقة دوماً. وعلى الرغم من الآلام والمعاناة تبقى الكلمة الأخيرة لانتصار المسيح وقيامته من بين الأموات.